لقد كاد يسفر الصبح ولم تغف عيناي. أكذلك تكون ليالي الأعياد، يا بغداد؟ ليتني أعرف أين يقيم اللصوص الذين سرقوا النوم من جفوني! ليتني أعرف أين يقيم أولئك اللصوص فأنتقم منهم أشنع انتقام بتقبيل جفونهم في غفوات الليل!
بغداد!
خذي من نومي ما تشائين، بل خذي من دمي ما تشائين، فلن أنسى ما حييت تلك المؤامرة الوجدانية: مؤامرة العيون: عيون المها، على قتلي؛ فإن من الشرف أن يكون المرء قتيل المها في بغداد
إي والله! هذا الصبح يتنفس وما غفت عيناي. فهل تعرف الظباء التي كانت تعترض طريقي لتصرعني أنني لا أزال بين الأحياء؟
أنا أدعوها إلى مناضلتي مرة ثانية، وموعدنا بهو أمانة العاصمة يوم الأربعاء
أحبابي في مصر الجديدة والزمالك!
ناموا هانئين وادعين، وانهبوا ما شئتم من أحلام الأماني، فسأغفر لكم جريمة النسيان والعقوق
أحبابي في بغداد!
تذكروا أن الشاعر لم يعن أحداً غيري حين قال:
وكل محبٍّ قد سلا، غير أنني ... غريبُ الهوى، يا ويح كل غريب!