للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في مهامه الظلام. ارفعوا منار الإسلام، وانشروا مكارم الأخلاق التي بعث نبيكم صلى الله عليه وسلم لإتمامها

أليس من العجيب يا سادتي أن يُسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المؤمن: هل يسرق؟ هل يزني؟ فيجيب باحتمال ذلك، وإن كان نادراً، فإذا سئل: هل يكذب المؤمن؟ قال: لا. أليس من العجيب أن يجعل النبي صلى الله عليه وسلم الكذب ثلث النفاق، وإخلاف الوعد الثالث الثاني؛ ثم يكون في المسلمين اليوم أكذب الناس، وأخلفهم للمواعيد؟

أليس عجيباً أن يأخذ الإفرنج غير المسلمين أخلاقنا، فتكون لهم عادة وطبعاً، ويضيع المسلمون أخلاقهم؟

أليس عجيباً أن يقول الله في كتابه: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)، ثم يكون المؤمن أذل الناس في نفسه وأضيع الناس لكرامته، ويكون المسلمون أمة ذليلة بين الأمم، لا عزة لها ولا كرامة؟

فيا شباب المسلمين تخلقوا بأخلاق الإسلام وانشروها بين الناس وأنقذوا بها العلم

أتحبون بعد هذا أن ألخص لكم المثل الأعلى للشاب المسلم؟

بسم الله الرحمن الرحيم:

والعصر، (إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا) بالله وعلموا أنه الأول والآخر، وأنه المريد القادر، وأيقنوا أن كل شيء بإرادته، لا شريك له في ملكه، ولا شفيع عنده إلا بإذنه ولا يعلم الغيب إلا هو، فلم يغفلوا عنه، ولم يعبدوا غيره، ولم يقدسوا سواه، ولم ينتظروا النفع والضر إلا منه، وعلموا أن له جنداً لا نراهم وملائكة وجناً، وعوالم لا نبصرها، وآخرة وجنة وناراً، وسموات وعرشاً. . . وأنه بعث أنبياء وأنزل كتباً (وعملوا الصالحات) فأدوا حق الله عليهم من صلاة وزكاة وصيام وحج، وتقربوا إليه بالنوافل والأعمال الحسنة، وأدوا حق الناس فلم يتعدوا على أحد في ماله ولا عرضه ولا جسمه، وأدوا حق أهليهم ووالديهم ومن له فضل عليهم، وأدوا حق الأمة بالسعي في نجاحها وتقوية روابطها العامة، وضمان مصالحها المرسلة، والعمل على كل ما يرفع شأنها، ويعلي مقامها بين الأمم من علم أو فن أو صناعة أو زراعة، أو وعظ وإرشاد، أو تعليم وتهذيب، (وتواصوا بالحق)، أوصوا به نفوسهم، ووصوا به غيرهم، وتحروه في أمورهم، فكان

<<  <  ج:
ص:  >  >>