رافهة البدن، وما كان في حسبان أحد ممن ساعد على هذا السفر أن مي معبودة القلوب وريحانة المجالس وفخر النهضة تقع في حبالة الطمع الدنيء والهوى المريض والذمة الغادرة، فيعتقلونها في مستشفى الجنون اعتقال الشريدة، ثم يغشونها بالحجب، ويحيطونها بالأسرار، ويئدونها بالترك، حتى تجهلها الحياة وينساها الناس وتخلص لهم الغنيمة
إن الآنسة مي التي غذت نهضة الفكر العربي مدى ربع قرن، فكان لها في كل موضوع رأي، وفي كل قلب ذكرى، وفي كل مكتبة أثر، لا يمكن أن تضيع هذه الضيعة الذليلة بين مصر ولبنان. وسينظر الناس ماذا يصنع جمهور الأدبين وحكومة البلدين بعدما برح الخفاء وانكشفت النية وانهتك ستار المأساة