وأن غير هؤلاء من الأفراد المعروفين أو الجديرين بالاحترام يتولى السكرتير الشرقي شكرهم، وأن الباقين يكون جوابهم - الصمت
(فأدهشني وأفزعني أن أتلقى منه أمراً بالمساواة بينهم جميعاً. وقد تعود الفيلد مارشالات الطاعة السريعة التي لا تعرف التردد أو المناقشة؛ ولعل اللورد كتشنر أصرمهم في هذا. وقد بدا لي وأنا واقف أمامه أن المجادلة لا محل لها، وخاصة ممن كان مثلي مدنياً لا عسكرياً؛ ولكنه لم يسعني مادمت في وظيفتي، إلا أن أكون مستحقاً للأجر الذي أتقاضاه عليها، ولذلك تشددت وأنا على مقربة من الباب، وأجريت لساني بما يفيد الطاعة، وزدت على ذلك أن في وسعنا على كال حال أن نهمل النتائج. وكنت كأني في حلم، وكأني أحس - لا أسمع - سؤاله (أي نتائج؟)
فقلت بلهجة اليائس: إن أهل الطبقة الأولى سيرون أنهم أهينوا لأنهم عوملوا كأهل الطبقة الثانية، وإن أهل الطبقة الثانية سيعدون هذه سابقة، وينتظرون في كل حال أن يُسووا بمن فوقهم، وإن أهل الطبقة الثالثة سيستخدمون اسم سعادته (يعني كتشنر) في ابتزاز المال من الجهلاء والأميين من أبناء الريف.
(وساد سكون مزعج سألت نفسي فيه - بسرعة البرق - إذا طردت هل يسعني أن أسافر على الدرجة الأولى، ولو بطريق البحر الطويل؟ وسمعت كما يسمع الحالم صوتاً يقول: (أصغ ما بدا لك) واستيقظت في غرفتي حيث عجلت بإرسال ردود الشكر قبل أن يغير رئيسي رأيه
وفي الأسبوع الأول من عهد كتشنر، سمع المستر ستورس أن طائفة من الموظفين الإنجليز ينوون أن يستقيلوا، بعضهم لكراهتهم له، والبعض الآخر لأنهم يتوقعون منه أن يقيلهم. فرأى المستر ستورس من واجبه أن يبلغه ذلك من غير أن يذكر له أسماء. فقال له كتشنر:(اذهب إلى النادي (تيرف كلوب) وأعلن هناك أن عندي هنا في هذا الدرج استئمارات مطبوعة بقبول الاستقالات). فأذاع المستر ستورس هذا الخبر، فلم ترد استقالة واحدة!
ويقول المستر ستورس إنه اشتاق إلى الاطلاع على هذه الاستئمارات العجيبة، ففتح المدرج فألفى فيه صندوقاً فيه سجاير!
وتغدى سلاتين باشا مرة مع كتشنر، فقال على الطعام، تمهيداً للكلام في أمر (معاشه):