يقول الماركسيون إن الوطنية من وسائط حكم الرأسمالية، هي من الأسلحة التي تستعملها الرأسمالية لخداع الصعاليك، واستخدامهم لأغراضها الخاصة فلا يمكن أن يتأسس النظام الشيوعي ما لم تهدم فكرة الوطنية الخداعة وتمحى الحدود التي تولدت منها. . . فالأممية الماركسية تدعو إلى نبذ الفكرة الوطنية، ومحاربة الرأسمالية، أينما كانت، وبأية واسطة كانت. . . لذلك تطلب إلى العمال أن يتحدوا دون أن يلتفتوا إلى الحدود التي أقامتها النزعات القومية الوطنية، ودون أن يتقيدوا بالروابط التي أوجدتها هذه النزعات، ولهذا السبب تبدأ دعوة الماركسيين كل يوم بهذه الصيحات:
(يا عمال العالم اتحدوا. . .)
تدعو الماركسية جميع عمال العالم إلى الاتحاد، لأنها تقول بأن وطن العامل هو المعمل وحده. . . وأما مواطنه الحقيقي فهو العامل الذي يكد مثله مهما كانت قوميته؛ كما أن عدوه الأصلي هو الرأسمالي الذي يستغله مهما كان الوطن الذي ينتسب إليه. . . فعدو العامل الفرنسي مثلا - ليس الجندي الألماني أو الإنكليزي أو الروسي - بل هو الرأسمالي، سواء كان من الفرنسيين أو الألمان أو الإنكليز أو الروس. . . فيجب على جميع عمال العالم أن يتحدوا لمحاربة الرأسماليين على اختلاف أوطانهم وقومياتهم. .