الضعف منذ أعوام ونعمل على إصلاحه، فراحت وزارتنا تطلب رأي الخبيرين، وراح أحد وزرائنا يكتب بنفسه في التعليم لثانوي، وأقيمت بالفعل مدارس جديدة، وأدخلت إصلاحات مهمة وخطيرة. هذا إلى ما يدرس الآن تمهيداً لاعتماده وتنفيذه. . . وتلك ولا ريب باكورة طيبة تذكر بالشكر لرجال المعارف ويرجى منها خير جزيل. وما دام الأمر كذلك فلا مندوحة لنا كرجال تربية من معاونة الوزارة في مهمتها بتقديم آرائنا وتجاربنا وكل ما نملك من قول أو فعل يحقق للوطن أمانيه وينجيه من عيوبه وأمراضه. . .
فترى ما هي هذه العيوب وتلك الأمراض؟ كل منا يستطيع أن يذكر الكثير من ذكرياته كطالب ومن تجاربه كمعلم، وكل منا يستطيع أن يقرر أن ماضينا كطلبة مليء بألوان من التربية لا نتفق وتلك الأصول التي قدمنها في كثير ولا قليل، ولا تصلح إلا لأن تكون ذكريات مرة فيها ما يضحك ويبكي ويؤلم ويؤسف، وكل منا يستطيع أن يقرر أن حاضره كمعلم مشوب بأساليب من النقص بعضها هين يسير وبعضها ثقيل عسير. ومن اشتغل منا (بالتعليم الحر) أو درسه عن كثب يستطيع أن يقدم للقراء قصة فيها من المآسي والفواجع ما يثير التقزز والاشمئزاز ويبعث على الأسف والرثاء؛ ولقد كنت أعد نفسي وأنا - أكتب مقدمتي للقراء - لمثل هذا النقد البريء، فوقعت في يدي رسالة حديثة صغيرة بالإنجليزية لأحد أساتذة المعهد وهو الدكتور (جاكسون)، تناول فيها بعض نواحي التربية في مصر بالنقد الحصيف والاقتراح الصائب، فأعجب بها كل الإعجاب، وشعرت أنها قد ذكرت الكثير مما كنت أريد وزادت عليه، ولذلك لم أر بداً من تلخيصها والتعليق عليها وتقديمها لقراء العربية كنظرة عامة جادت بها قريحة إنجليزي خيِّر خدم التربية في مصر ودرسها عن كثب، وأبى إلا أن يرد لهذه البلاد العزيزة فضلها عليه بشيء من النقد والإرشاد
فإلى اللقاء إذاً حيث نستعرض هذه النظرة ونتبعها بأخرى. وإلى اللقاء حيث أسمعك ما قد يصلني من إجابات حضرات رجال التعليم من مفتشين ونظار ومعلمين على الأسئلة الآتية:
١ - ما هي أهم عيوب التربية المصرية في العصر الحاضر؟
٢ - وما هي الأغراض التي يجب أن تتوخاها التربية المصرية حتى تحقق للوطن أمانيه الجديدة؟