الآنسة مي هي ماري ابنة المرحوم الأستاذ إلياس زيادة من عرمون غزير في لبنان الذي كان مسقط رأسها ومنبت غرسها كما كانت مصر التي انتقلت إليها مهبط أنسها ومهوى نفسها
وهناك في بلد العلم في العالم العربي بدأت حياتها المجدية المفيدة فنشرت كتاب باحثة البادية وهو بحث انتقادي طبع سنة ١٩٢٠ ثم عززته بثان وثالث هما ابتسامة ودموع أو الحب الألماني طبع سنة ١٩٢١، وكلمات وإشارات وهو يحتوي على خمس عشرة خطبة ألقتها في مناسبات مختلفة وهو أول كتاب جمعت فيه خطب سيدة شرقية عربية وقد طبع سنة ١٩٢٢
ثم كتاب بين الجزر والمد، ودمعة وابتسامة، وظلمات وأشعة، وقد طبعت جميع هذه الكتب في سنة ١٩٢٣
ثم كتاب الصحائف الذي طبع سنة ١٩٢٤ وكتاب سوانح فتاة والمساواة، غير الأبحاث الناضجة والآراء الاجتماعية الصائبة التي كانت تنشرها في المجلات والصحف حتى وصلت إلى درجة كانت جريدة الأهرام الكثيرة الأنصار الواسعة الانتشار تفتح لرسائلها صدرها وتجعلها أولى مقالاتها
ومما يدل على علو منزلة الآنسة (مي) أن بين الذين قرظوا كتابها (المساواة) الأمير شكيب أرسلان فكتب له المرحوم الدكتور يعقوب صروف أحد صاحبي المقتطف رسالة جاء فيها ما يلي:
(والمساواة مقالات نشرت أولاً تباعاً في المقتطف ثم جمعت وطبعت كتاباً على حدة فراقني جداً وصفكم له، وأرجح أنه لم تترجم شيئاً ترجمة لأنها تتكلم معي في كل الموضوعات الأدبية والفلسفية كما تكتب، فإنها قوية الذاكرة إلى حد يفوق التصور، وقد قرأت كثيراً من الكتب في اللغات التي تحسنها: الفرنساوية والإنكليزية والإيطالية حتى لقد تستشهد في كلامها معي بأبيات من شكسبير أو بيرون كما تستشهد بالمتنبي والمعري
وحفظت أيضاً كثيراً من قصائد شوقي والمطران وحافظ وأظنها تصوغ معانيها في ذهنها بالفرنساوية والإنكليزية قبلما تعبر عنها بألفاظها العربية)