واللغة العربية فنرجو أن يحقق الله على يديكم هذه المبرة العظيمة لنهضة النساء في هذا الشرق العربي المتطلع إلى المستقبل الباسم بهمة أمثالكم وتقبلوا تحياتنا في هذه المدينة. . .
ومما أذكره عن (مي) أني كنت في بيت المقدس في أوائل سنة ١٩٢٣ فجاءته الآنسة (مي) زائرة دارسة وراح الأدباء والفضلاء للترحيب بها والتعرف إليها، وقصدت أنا ورفيق لي إلى زيارتها في المنزل الذي نزلت فيه فلم نجدها إذ ذاك، وفيما نحن عائدون قال لي صاحبي وهو يحاورني: أتدري أن علم (مي) جنى عليها؟ فقلت له: أفصح عما في ضميرك فيظهر أن للكلام بقية. فقال: أنا أحد الذين كانوا يرون السعادة كل السعادة في الاقتران (بمي) لما وهبها الله من الخلق الجميل والصفات الطبية ولكني كنت أرى أن مستواها العلمي فوق مستواي فلم أجرأ على طلب يدها. قال: وكان لي أمثال كثيرون ولكنهم كانوا يرون رأيي فيها وكنا حين نلتقي بمي النابغة نشعر بعاطفة الإكبار والإجلال لآدابها الرفيعة
والذي قال لي هذا القول لم يكن من عامة الناس بل هو من خريجي الجامعة الأمريكية ومن أصحاب الثروات الطائلة والذين أثروا في الحياة الاجتماعية والمدنية، ولكنه كان يرى نفسه دونها في العلم والفضل ويعترف بذلك، فانظر ماذا كان مصير هذه العلوم والفضائل بين أعدائها الألداء، عاملهم الله بما يستحقون وأذاقهم عذاب الهون