للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

النسائية. أجل تصور (مي) سجينة على بعد عشرين دقيقة من البلد الذي ذكرت)

ثم تلفتت مي إلى السيدة قرينته فتقول لها:

(أهذا ما كنت أنتظره يا سيدتي؟ أهذه هي المكافأة التي أعدتها لي المرأة الشرقية بعد جهاد طويل؟ أهذا ما تلقاه الأديبة في الشرق؟)

ولم يقتصر عمل فارس بك على الإدلاء بآرائه إلى الصحف، بل إنه ذهب وبرفقته الأمير عادل أرسلان إلى ندوة المجلس النيابي اللبناني وتحدث عن زيارته لمي وعن الأثر المؤلم الذي تركته هذه الزيارة في نفسه

وشاع ما عوملت به مي من العمل السيئ وذاع في لبنان فراع الناس ما سمعوا وأذهلهم ما قرءوا، فاندفع أنصار الفضيلة إلى الأخذ بضبعها وشد أزرها ورد عاديات العادين عنها، وتقدم الجميع المحامي المشهور معالي الأستاذ حبيب أبي شهلا وزير الداخلية السابق في الحكومات اللبنانية المختلفة، وتطوع للدفاع عن حقها الهضيم وحريتها السليبة أمام القضاء الذي أقيم لإنصاف المظلوم من الظالم، والأخذ للضعيف من القوي، فسر الناس لهذه الغضبة المضرية والنعرة الإنسانية، وبدءوا يذكرونها بكل شفة ولسان، ويكبرون هذا العمل من شخصية كبيرة مشهورة في الأوساط القضائية والإدارية، وهم على مثل اليقين من حصول القصد ونجاح المسعى لما عرف عن معالي الأستاذ أبي شهلا من قوة الحجة ووفور العلم وصحة المنطق مما يضمن الفوز له في هذا المعترك

وبلغ أمر مي إلى أسماع الفلسطينيين الذين يجلون هذه النابغة ويبجلونها ككل عربي فقامت أقرب مدينة من فلسطين إلى لبنان وهي عكا تثأر للفضيلة وتنتصر للعلم والأدب وتقدمت بواسطة الهاتف برسالة إلى المحامي الأستاذ حبيب أبي شهلا على يدي كاتب هذه السطور هذا نصها: -

إن محدثكم الآن وحوله جماعة من أدباء وعلماء هذه المدينة التاريخية عكا يتوجهون بخالص الأماني وكبير الرجاء إلى الوزير الذي لم تبطره النعمة ولم تمنعه من الدفع عن المظلومين لتتولوا بما عرفتم به من الهمة المشكورة والغيرة المحمودة الدفاع عن مفخرة أدبيات العرب في القرن العشرين ونابغة النساء في الأقطار العربية الآنسة مي زيادة

إن إنقاذها من هذه الكارثة يسجل لكم يداً كبيرة مشكورة بيضاء في خدمة الأدب العربي

<<  <  ج:
ص:  >  >>