أبنائي الأعزاء، لقد نهبتني منكم بغداد، فاغفروا لي ذنبي فما ذقت حلاوة العيش إلا في بغداد
تحدثت عن الليلة السعيدة التي أقامها معالي أمين العاصمة، وكنت أحسبها خاتمة الليالي الملاح، ثم ظهر أن هناك ليلة أروع وأظرف، وهي ليلة الجمعية الطبية العراقية. فلنذكر بالتفصيل ما وقع في تلك الليلة من ضروب الفُتون، فقد تمر أعوام قبل أن تشهد مثلها بغداد، وقد تسكت عنها الأقلام فتذهب ذكراها من القلوب
ومن الواجب عليّ وقد أجاب الأطباء دعوتي فعقدوا المؤتمر العاشر في بغداد ليعاونوني على مداواة ليلى، من الواجب أن أسجل بقلمي ما صنعوا من الطيبات حين عطروا بغداد بليال أروع وأنضر من ليالي الرشيد، ولن يكون هذا آخر العهد بالأنس يا بغداد.