يا صاحبي حتى م ترعى الوسوسة ... ها كافة الدراس عافوا المدرسة
وكل نفس قد غدت مستأنسة ... بهدنة في الدرس تطفي قبسه
وتضرم الأشواق ضمن الصدر
هيا بنا نسع إلى البولفار ... إلى مكان الشهب والأقمار
حيث نرى بدايع المعمار ... مقرونة ببدع الأفكار
حيث الغنى حيث افتقار الفقر
كفى فسر بنا إلى فندوم ... حتى نرى تمثال ذي الهجوم
يجلي على عموده المنظوم ... من سلب الحرب مع الخصوم
بطرس نابليون عالي الذكر
ها قد نظرنا أثر الشقاق ... فلننطلق لساحة الوفاق
ذات رنين الصيت في الآفاق ... ذي ساحة تسطو على الأحداق
وتسكر العقل بغير خمر
ولننعطف نحو مقام التوللري ... أعني بلاط العاهل المظفر
هناك بستان عجيب المنظر ... فكله شوارع من شجر
وفسحات زخرفت بالزهر
كلا! لست أنوي أن أسرد عليك كل هذه الخريدة العظيمة، والدرة اليتيمة. إنما أنا أقتطف من شطراتها الخمسمائة هنا وهناك لأجمع لك باقة عاطرة من شعر الخواجا فرنسيس. ثم أي بأس في هذه النزهة الباريسية الفريدة؟ الناس يرتادون باريس في (الأتوكار)، والمعلم فرنسيس يصطحبك بقصيدته الحماسية إلى كثير من أماكنها الهامة. هاهو ذا يناديك من بوقه الشعري:
فلنطلق المسعى لدار اللوفر
ها قد بلغنا الآن دار التحف ... حتى نرى عالم دنيا السلف
نرى حيوة الناس في العهد الخفي ... وهتك ستر الزمن المنصرف
كل له داب بهتك السر
جماعة الأشور والعمالق ... يبدون من ذاك الظلام الغاسق