فيشير عليه صاحبه أن يشافهها بالأمر، فيفعل، ولكنه يعود إلى صاحبه ليخبره أن لا مناص ولا حيلة، فهو اليوم رهين أسير، ذلك أنه ما كاد ينبئ ماري بما يعتقد حتى هبت من مقعدها صارخة تقول: أصبح المخادع هو المخدوع! قال لنكولن: (ووجدت الدموع تنحدر على خدي أنا فأخذتها بين ذراعي وقبلتها)
وظلت ماري بعد ذلك مدة عامين تحرص على ابراهام وتتحايل على كسب قلبه؛ فلقد كانت ترى منه ما يبشر بأملها المرجو، قالت عنه بعد ذلك بسنين:(لم يكن مستر لنكولن من الوجاهة كما كان مستر دوجلاس، ولكن الناس لم يكونوا يلحظون أن قلبه كان من الكبر بقدر ما كان ذراعه من الطول). ولكن ابراهام كانت تأخذه من الهم غاشية كلما مال الحديث إلى الزواج، وعاد إليه تردده وتلدده، وعاودته الرغبة في التخلص من ماري تود كما تخلص قبل من ماري أوين. وكان يومئذ في حال إن لم نحملها على الخبل نحار على أي شيء غيره نحملها. وحسبك أنه ابتعد عنها بغتة في اليوم السابق ليوم الزفاف، وهو يأمل أن يسترد احترامه لنفسه ومقدرته على الحكم، ولكنه أحس أن فعلته هذه ضد الشرف فحاق به اليأس. كتب إلى صديقه سبيد:(إما أن أموت وإما أن تتحسن حالي، ولكن بقائي فيما أنا فيه من المستحيل) وبعد ذلك بأيام كان عند الطبيب