وقد نسب هذا البيت في مفتاح العلوم للسكاكي إلى ابن أبي السمط، وتبعه في هذا الخطيب القزويني في الإيضاح، وكذا تقي الدين السبكي في عروس الأفراح فقال: ومثل في الإيضاح للتعظيم والتحقير بقول ابن أبي السمط وهو مروان بن أبي حفصة، وذكر البيت، وكذلك صاحب معاهد التنصيص في شرح شواهد التلخيص، ولكنه حينما أراد أن يذكر ترجمته على عادته في شرح هذه الشواهد قال: وابن أبي السمط اسمه. . . وقطع الكلام فلم يتمه، والظاهر أنه توقف فيه ومات قبل أن يصل إلى معرفة اسمه. وقد تبعهم العلامة الدسوقي في حاشيته على شرح السعد، ثم قال: وهو من قصيدة من الطويل، وقبل هذا البيت:
فتىً لا يبالي المدلجون بناره=إلى بابه ألاَّ تضيءَ الكواكبُ
يصمُّ عن الفحشاء حتى كأنه ... إذا ذكرت في مجلس القوم غائب
وقد ذكر الأستاذ الجليل الشيخ أحمد المراغي في كتابه (علوم البلاغة) أن هذا البيت لمروان بن أبي حفصة، ولم يقل إنه لابن أبي السمط
فإذا صح أن هذا البيت لمروان ابن أبي حفصة فإنه كان يكنى أبا السمط لا ابن أبي السمط، وكذلك كان يكنى حفيده مروان الأصغر، وهو مروان بن أبي الجنوب بن مروان بن أبي حفصة فكانت كنيته أبا السمط أيضاً، وعلى هذا يكون في نسبه ذلك البيت لابن أبي السمط تحريف بزيادة لفظ ابن، وقد أردت قبل القطع بهذا الحكم أن أرجع إلى قراء مجلة الرسالة الغراء، فلعل عندهم في هذا علم ما لم أعلم
عبد المتعال الصعيدي
الآداب أم العلوم؟ أيهما سبق؟
أذاع في هذا الموضوع من محطة لندن الدكتور ل. ب. جاكس في فبراير الماضي. وهو موضوع حبذا لو ساجل فيه أدباؤنا، لأنه يستوعب مدنيتنا الحاضرة، ويعرض لدقائقها بالتفصيل. وقد قسم الدكتور جاكس العلوم فجعلها شعبتين، شعبة تتعلق بالإنسان فتتناول علم الأجناس وعلم النفس وعلم وظائف الأعضاء والاجتماع والدين وعلم الدول والأخلاق. . . الخ. وشعبة تتعلق بالمادة فتتناول البخار والكهرباء واللاسلكي والديناميت والريون