(الحرير الصناعي) والأصباغ والغازات والفلك وعلم طبقات الأرض. . . الخ
ثم عرض الدكتور للعلاقة بين كل من العلوم والآداب وكيف يخلط الناس بين فروعهما فيجعلون الفلسفة والأخلاق وعلوم النفس والدين فروعاً من الآداب، وينكر ذلك العلماء فيجعلونها علماً خالصاً
ويحل الإشكال فيرمز للعلوم بفرنسيس بيكون وللآداب بمعاصره العظيم وليم شاكسبير، فأيهما سبق؟ لاشك أن شكسبير أعظم من معاصره بيكون. . . ولكن الدنيا سارت في طريق بيكون ولم تسر في طريق شكسبير. . . وهذا حق، ولكنت ماذا أصابت الدنيا من اتجاهها ذاك؟ هل أصابت الخير حين اتبعت وصية بيكون في وجوب اتخاذ التجربة في العلوم وإهمال المنطق، أم أصابت الشر المستطير بما أثمرته التجربة من هذا التقدم العلمي الباهر؟!
ومسألة أخرى، ماذا لو أن الدنيا سارت في طريق شكسبير وأهملت طريق بيكون؟ أليس طريق شاكسبير هو طريق الفضيلة؟ ألم يكن شكسبير ينشد الطوبى وأن يكون في الأرض ملائكة؟ أفليس إلا العلوم تصل بالناس إلى هذا الأفق الأعلى؟
هذا موضوع طريف حبذا لو ساجل أدباؤنا (وعلماؤنا طبعاً!) فيه
الشرقيون وتعلقهم بالدين
طاف المستر روم لاندو في ممالك الشرق الأدنى فزار مصر وفلسطين وسوريا واليونان وبلغاريا والعراق والحجاز واليمن ثم عاد إلى إنجلترا حيث أصدر كتابه الطريف (البحث عن الغد) تناول فيه الأحوال الدينية في الشرق. وقد قابل في مصر أحمد حسنين باشا حينما كان رائداً لحضرة صاحب الجلالة الملك، والأستاذ الأكبر الشيخ المراغي، وقد أثنى عليهما ثناء مستطاباً هما له أهل، فقد استطاعا أن يعطياه فكرة طيبة عن الإسلام والمسلمين، وعن الروحية القوية بيننا وبين الله سبحانه، وأكدا له أنه لولا الإسلام لغزت الشيوعية مصر. وقد اقتنع المستر لاندو بهذه الحقيقة، ولمس بيديه هذا السور المنيع بيننا وبين الفوضى. ومما زاده تحقيقاً أنه لمس تلك الحقيقة أيضاً في سائر الممالك الإسلامية التي زارها، حتى تركيا التي فصلت الدين عن الدولة. وقد أعجب المستر لاندو بمسلمي فلسطين وقرر أن نضالهم ضد اليهود نضال من النوع الصليبي، أي أنه للدين وللوطن