فرد الباشا جازماً: أما سياسياً فلا، لأن الفوارق بين الشعوب العربية المختلفة جد كبيرة؛ أما من الوجهة الثقافية فهي ممكنة، وهي على ازدياد في جوانب الشرق الأدنى؛ ولكنها ليست بالسياسة، لأن الجامعة العربية من حيث هي نزعة سياسية اختراع نَجَم في الصحافة الإنجليزية على ما أذكر، ولا يحصرني اسم صاحبه وإن كنت أرجح أنه مراسل للتيمس كان يراسلها من النمسا قبل أربعين سنة
وتنقل الحديث في بعض الموضوعات الشرقية ثم سأل الكاتب: ما ظنك في حقيقة ما يقال من أن الوطنية المصرية توصد ما بين المصريين وسائر العالم، وتجتهد في إبدال كل مصري بكل أجنبي؟ أتؤمن بإمكان هذه العزلة؟
قال الباشا: الحق أنني لا أومن بذلك؛ ولعل محدثيك قد أخطئوا التقدير، فإن الوطنية عندنا لا تجور على الثقافة. ونحن إذا اكتفينا بمن هم عندنا من الأساتذة الأجانب فسبب ذلك قلة المال. إن الأستاذ الإنجليزي يكلفنا من ثمانمائة إلى تسعمائة جنيه في العام، وليس ذلك بالميسور لنا إلا فيما ندر
وانتهى الحديث بعد تعقيب موجز في هذا الموضوع، وسنعود إلى سائر الأحاديث وإلى التعقيب عليها في مقال تال