قصة المرأة التي لم تجد قوت عيالها وكيف بكى عمر بن الخطاب (رضه) من خشية الله عندما سمع صياحها واستغاثتها، ووصفت اهتمامه وخدمته لها وهو خليفة وحاكم من كبار حكام الدنيا؛ وذكرته بتقرب الإغريق وهم منبع النور والرحمة والعلم والحضارة في أوربا إلى آلهتهم بالضحايا البشرية في عصر من أزهى عصورهم وهو عصر حربهم مع الفرس، فقد أسروا أولاداً صغاراً من بيت الأمارة في فارس فقدموهم ضحايا لآلهتهم كي تمنحهم النصر. وذكرته بالرومان وما جره ازدراؤهم للحياة البشرية من الفضائع، وقلت إن القسوة ليست مقصورة على الشرق، وليست الرحمة مقصورة على الغرب؛ وذكرته بفضائع الأشراف والأمراء في قلاعهم في العصور الوسطى وما نال اليهود وغير اليهود من أهوال؛ وذكرته بجرائم عصر إحياء العلوم وهو من العصور الأوربية الزاهرة وأساس حضاراتها الحديثة؛ وأشرت إلى محاكم التفتيش وتمثيلها بضحاياها؛ وذكرته بالفظائع الدينية والسياسية في عهد أسرتي تيودور وستوارت، وقبلها في عهد أسر بلانتاجنت ويورك ولانكستر؛ وذكرته بقسوة القانون الذي كان يشنق الطفل الصغير الجائع من أجل لقمة، وبمغالاة رجال القانون في أوربا في العصور الوسطى مغالاة أدت بهم إلى محاكمة الحيوانات العجم وشنقها أو إعدامها أو التمثيل بها بعد محاكمة طويلة تذكرنا بقول الشاعر العربي وهو يسخر من حاكم أحمق:
أقاد لنا كلباً بكلب ولم يدع ... دماء كلاب المسلمين تضيع
وذكرته بالويل والهلاك وكانا نصيب كثير من النساء اللواتي كن يتهمن بالسحر في أوربا حتى في العصور القريبة المتحضرة. ثم ذكرته بما كانت عليه أوربا من القسوة والهمجية بينما كانت مظاهر الرحمة والنور تنبعث من أسبانيا العربية. وذكرته بما كان يرتكب في الحروب الدينية في أوربا من قسوة لا حد لها وتمثيل شنيع؛ وذكرته باستعباد الأطفال والنساء في المصانع قبل التشريع الحديث؛ وذكرته بأسبانيا وما صنعته مع العرب واليهود، وما ارتكبته في ممتلكاتها الأمريكية مع الهنود الحمر من فظائع تقشعر منها الأبدان، وما فعله المخاطرون الأوربيون في جزر المحيط الهادي من قسوة، وما فعله رجال بعض الدول الأوربية - حتى في عصرنا هذا - مع السكان الآمنين في أوقات الحروب من قسوة وتعذيب وتقتيل وتمثيل. قال الأستاذ: كل هذا لاشك فيه، ولكن كان الحكام في أوربا إذا