(مجد إسبانيا العربية). وقد ظهر أثر العرب في التحاق أبناء الأغنياء الأوربيين بمدارسهم، وكانوا يتجشمون الأسفار من أجل ذلك. وقد تعلم في مدارس العرب بعض رجال الدين المسيحي ومنهم البابا سلفستر؛ ونشر العرب مبادئ الفروسية وأخلاقها وسجاياها من شهامة ونجدة ظهرت في بدء عصر الفروسية، وكان لهم أثر في تكوين آداب اللغات الأوربية الحديثة، فظهر أثرهم في شعراء الرومانس والتروفر والتروبادور كما ظهر في آراء المصلحين الدينين وفي رحلات الكشوف
وللمؤرخ (ماكاب) رأي يتفق ورأيه الديني وهو أن الحضارة العربية في الأندلس لم يقض عليها الترف والتنعيم والضعف، وإنما قضى عليها التعصب الديني من جانب الأسبان المسيحيين بعد أن أضعفها التعصب من جانب المرابطين والموحدين وإن صدوا الأسبان عنها زمناً. ولا يقصر هذا المؤلف وصفه على الحضارة العربية في الأندلس، بل يصف الحضارات العربية في بقاع أخرى
ولم يكن العرب وحدهم بناة هذا المجد وهذه الحضارة، بل اشترك في بنائهما الأمم التي اعتنقت الإسلام وتعلمت اللغة العربية حتى صارت لغة لها