نظيف المادة طاهر الخلق. . . إنه مشهد (سينمائي) جميل تمثلون به حياة الأنبياء. . فصلوات الله عليكم!
نقل الله لكم ناس الدنيا جميعها لتسمعوا النشيد الخالد يرتلونه مجتمعين بلغة (الكتاب) لغة الأمة الأمية الخالدة. . . ولتعرفوا معنى التوحيد الذي أراد الإسلام أن يطبع الإنسانية عليه. . . ولتروا الأحلام الكبيرة التي طافت بعقول الفلاسفة، حقائق وأجساد تمشي على الأرض في (المدينة الفاضلة) الآمنة. . . أم القرى
هل يمكن أن يخرج مثل هذا أكبر فنان؟ لا فالواقع هنا أكثر من الخيال، فلا حاجة إلى الكلام أو الأصباغ. . .
رأيتم بدء النور في (غار حراء. . .)، وبدء المحنة في شعاب مكة. . . وبدء الفرج في (غار ثور)، وبدء الأمل في (بدر) وبدء البَذْل في (أُحُد). . . وبدء النصر في (الحديبية)، وبدء الوحدة في مكة
ورأيتم نهاية النبوات وخاتمة الرسالات تسكن أشباراً من الأرض القاحلة بعد أن صاحت في آفاق المشرق والمغرب والشمال والجنوب (بالكلمة العليا) التي قام عليها صلاح العالم، وبأن (الزمن قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض) فيجب أن تبدأ الإنسانية عهداً جديداً
وحقيق على من رأى معالم البدء والنهاية من جهاد الرسول الأعظم أن ينقل صورها إلى كل نفس، وأن يحافظ على حياتها دائماً في قلوب الناس وأفكارهم حتى لا يطمسها جهل أو عقوق
ومسألة المسائل أمامنا وأمامكم أن نؤمن وأن نعلم وأن نعمل.
فاعملوا لذلك عمل المنقذين الذين يدركون شقاء الناس والعلاج الذي في مواريث الرسول الأعظم
ليس يغنينا علم ولا فلاسفة إذا لم يكن لنا إيمان. . . لأن العلم والفلسفة من مخلوقات الإنسان. . ولن يعبد الإنسان ما قد خلق ويسعد به. . . أما الإِيمان فهو الكنز الخفي الذي ننفق منه سراً وجهراً ولا ينفَد، فنحن به في غنى دائم لأننا منه في فيض دائم. وقد تتحطم الإنسانية بالعلم، وقد تهذي بالفلسفة وتتفرق بها شيعاً وقبائل، ولكنها تُبنى دائماً بالإيمان