للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس جبة رومية، وقال تعالى في كتابه الكريم: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌّ لكم وطعامكم حلٌّ لهم)، ولا ريب في أن لهذا ولهذا دلالة كان لها أعظم الآثار في نهضة الإسلام!

لم ينفر المسلمون من مخالفيهم في الدين ولا في الجنس، ولم يحتجز بهم تعصب عن مخالطتهم والاتصال الوثيق بهم، والانتفاع بكفاياتهم والأخذ عنهم. ولم يكد يستقيم أمر الملك لهم حتى أقبلوا على علوم من سبقوهم فترجموها إلى لغتهم، وجعلوا يتروونها ويشيعون الأذهان فيها، ويطبعونها على غرار عقولهم، ويزيدون فيها ما فتق الرأي والذكاء لهم. كذلك كان شأنهم في الفنون، فقد حذقوها أتم الحذق، وبرعوا فيها أعظم البراعة، وأداروها على أذواقهم، حتى اتسق لهم منها فن خاص؛ وناهيك بالفن العربي الذي ما برحت آياته مسطورة على جبين الزمان

أرجو أن تكون قد اطمأننت بعد هذا، إلى أن اليسر في الإسلام، كان من أبلغ الأسباب في عظمة الإسلام

عبد العزيز البشري

<<  <  ج:
ص:  >  >>