وإنه لمن الواضح الجلي - على الرغم من زعم البلاذري - أن هذه الغزوات لابد أنها قد وقعت في الأقاليم المجاورة لنهر جيحون، ومع ذلك فإن في رواية الطبري نقصاً
وهكذا فإن قتيبة لما عزل (رينزك) في بادغيس قلب الثورة أمضى شهور الشتاء في مفاوضته عن طريق (سليم المشير) وهو فارسي نافذ الكلمة قد برهنت حنكته - أكثر من مرة - في تصريف أصعب المفاوضات على حاجة قتيبة القصوى إليه. وقد أغرى (نيزك) على التسليم، وسيق إلى مرو وقرت الأغماد على ألا يدخل قتيبة بادغيس بشخصه. ومع ذلك فإن الحاكم - من باب الاحتياط - قد أمر أن يصحبه (نيزك) في جميع حملاته، ومن ثم فإنه - على الأقل في هذه اللحظة - كان قد أمن من خطر اندلاع ثورة في خراسان بطريقة شريفة لكلا الجانبين؛ وقام ابن بيروز قافلاً إلى الصين ينتظر سنوح فرصة تكون أكثر مواتاة له.