للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمر بعيد الاحتمال)؛ وإن قصة ٩٨هـ التي اتخذتها فكرة التدخل دعامة لها إنما هي من نسج خيال باهلي بحت، وخلاصة القول أن تجربة العرب في السنوات الأخيرة ترينا أنه كان من المحال على قتيبة أن ينعم بهذا المجد الباذخ من النصر لو أن كتائب كبيرة من الترك وقفت وراء سجديانا تشد من أزرها في مقاومتها. وتقع فتوح قتيبة بطبيعة الحال في أربعة أوقات هي:

١ - سنة ٨٦ هـ (٧٠٥م) حيث استرد إقليم طخارستان الأدنى

٢ - فتح بخارى من ٨٧ - ٩٠هـ (٧٠٦ - ٧٠٩م)

٣ - تركيز نفوذ العرب في وادي جيمون وامتداده إلى صغد بين سنتي ٩١ و ٩٣هـ (٧١٠ - ٧١٢م)

٤ - الحملات على ولايات تركستان، من ٩٤ - ٩٦هـ (٧١٣ - ٧١٥م)

أما عن إقليم طخارستان الأدنى فقد كان الجهد قبل قتيبة منصباً على كبت كل ثورة تنشب في هذا الإقليم. وفي ربيع السنة السابعة والثمانين للهجرة (٧٠٥م) التأم الجيش وسار من (مرورود) وطالقان إلى بلخ، ولقد خضعت المدينة - كما ورد في إحدى روايات الطبري - دون نضال ما. وتشير رواية أخرى إلى شبوب ثورة بين بعض السكان، وقد يمكن عد هذه الرواية وإن لم تكن في وضوح الباهلية - كسابقتها لورودها على لسان أخي قتيبة ولأنه يرمي من ورائها لإقامة دعوى باهلية على البرامكة. ولقد يكون هذا الرأي هو الأدنى إلى الصحة ما دمنا نسمع من أن بلخ قد أضحت خربة بعد أربع سنوات من ذلك

وتلا إخضاع بلخ إخضاع تيش ملك شغانيان الذي يحتمل أنه تعاون مع المفضل في الهجوم على ترمذ قبل ذلك بعام واحد. ويظهر أن الدافع له على عمله هذا إنما هو الصراع مع ملك شوهان في الأودية العليا لنهري سرخان وألينجاليا، وكان يأمل أن يستخدم ضده الجيوش العربية جزاء مساعدته إياها. وحقيقة الواقع أن المفضل قد دبر حملة ضد شومان قبل استغاثته، وكانت قد خرجت تحت إمرة قتيبة الذي كان أكثر الجميع استعداداً للنهوض بها مادامت تؤكد سلامة الوصول إلى الطريق الجنوبي للبوابة الذهبية. وبعد أن فرغ قتيبة من إخضاع ملك غِسلَشْتان الذي كان من نبعة تركية كما يذكر يوان شوانج وآب قتيبة بمفرده إلى مرو تاركا جيشه يسير تحت إمرة أخيه صالح الذي قام بعدة غزوات صغيرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>