ولن نزال إلى قيام الساعة نستشهد، ولن نزال إلى قيام الساعة نتأسى بتلك العصبة الطاهرة من شهداء أُحد ومجاهديها، ولا تفتأ منا طوائف تتري على آثار من سلف من أولينا كلما خلت مواضع في الصف احتلها فوج؛ ولم ينس الناس بعد تلك الأرواح البريئة التي صعدت إلى بارئها في العراق وسوريا وفلسطين ومصر وطرابلس وتونس والجزائر ومراكش، وهي تكافح أحفاد الصليبيين من بريطان وفرنسيس وطليان وإن هذه القوافل لتستمر في تلبية نداء ربها بتهافتها على الشهادة، كلما ردَّدَت المحاريب ما أنزل الله في أبطال أُحد:
(من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
فيا أيها الشهداء المخلصون الأبرار من لدن أُحد وبدر إلى معارك فلسطين وساحات المغرب الأقصى اليوم!
ويا أيتها الحلقة النورانية التي انتظم فيها أنس بن النضر وعبد الرحمن الغافقي. . . حتى عمر المختار وعز الدين القسام وفرحان السعدي ومن يخلف هؤلاء وأولئك في مشارق الأرض ومغاربها!
هنيئاً لكم الكرامة في دار الخلد، فقد غضبتم للحق وحميتم الحرمة وحفظتم البيضة، وجردتم سيوفكم تذودون لصوص الأعراض والأموال والأديان من ذئاب البشر الجائعة الضارية، وتدافعون عن الشرف والنبل والخير والمثل السامية، حتى أسلمتم أرواحكم وقدمتم على ربكم بدمائكم تشكون وحشية الطامعين وفظائع المحتلين.
يا أيها الشهداءُ المجاهدون: لا حرم الله دنيانا من أمثالكم فأنتم منار الهدى ومصابيح الظلام. وعليكم رحمة الله ورضوانه.