للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد تواصت بالصبر فيه رجال ... في حشا الموت من لقاها صدوع

سكنت منهم النفوس جسوماً ... هي بأساً حفائظ ودروع

وقوله يعرض بالهاشميين وتثاقلهم عن نصرته:

لتل لوي الجيد ناكسة الطرف ... فهاشمها في الطرف مهشومة الأنف

ويا مضر الحمراء لا تنشري اللوا ... فإن لواكِ اليوم أجدر باللف

ألستم إذا عن ساقها الحرب شمَّرت ... وعن نابها قد قلصت شفة الحتف

سحبتم إليها ذيل كل مفاضة ... ترد الظبا باللثم والسمر بالقصف

فكيف رضيتم من حرارة وترها ... بماء الطلى منكم ظبا القوم تستشفي

ثم يتجه إلى الإمام علي بن أبي طالب ويخاطبه مخاطبة الأحياء على الأساليب الشعرية المتبعة

أبا حسن أبناؤك اليوم حلّقت ... بقادمة الأسياف عن خطة الخسف

لقد حشدت حشد العطاش على الردى ... عطاش وما بلّت حشاً بسوي اللهف

فتلك على الرمضاء صرعى جسومهم ... ونسوتهم هاتيك أسرى على العجف

وهل زحف هذا اليوم أبقى لحيهم ... عميد وغى يستنهض الحي للزحف

وله من أخرى:

عثر الدهر ويرجو أن يقالا ... تربت كفك من راج محالا

لا أقالتني المقادير إذا ... كنت ممن لك يا دهر أقالا

وتسمع هنا لكبرياء نفس الشاعر قعقعة وجلجلة، وأي تعاظم يطاول بالمرء الدهر ويجعله عرضة لسخط الشاعر وغضبه بحيث يوقف موقف الذل والاستكانة حتى يطلب إقالته من عثرته

أزلال العفو تبغي وعلى ... أهل حوض الله حرمت الزلالا

المطاعين إذا شبت وغى ... والمطاعيم إذا هبت شمالا

إن دعوا خفوا إلى داعي الوغى ... وإذا النادي احتبى كانوا ثقالا

وقفوا والموت في قارعة ... لو بها أُرسى ثهلان لزالا

وقوله حرمت الزلال يلوح إلى قتل الحسين وأصحابه عطاشاً وذلك من مآسي الواقعة التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>