تجره هذه الإذاعات من أوخم العواقب على سمعة الأخلاق في مصر، فإنه يقصد إلى هذه القاعة أناس من المهرجين الصاخبين، وهم يذهبون إليها ثملين عادةً، فإذا أخذتهم النشوة خرجت من أفواههم عبارات وأصوات نحسبها لا تشرف مصر في آفاق العالم. . . فلتفهم محطة الإذاعة هذا.
ولقد نشرت الإذاعة البريطانية تقريرها عن سنة ١٩٣٧، فإذا دخلها ٣. ٣٥٦. ٠٧٤ جنيهاً، أفيدري القارئ كم من هذه الملايين خصص (للبروجرام فقط) إنه ٥١ ? من مجموع الدخل أي ١. ٧٢٩. ٦١٥ جنيهاً، والجمهور مع ذاك يطلب المزيد!
هل قتل جوركي؟
حوكم في روسيا في الأيام الأخيرة طائفة من كبار الأطباء الذين كانت تستعملهم الحكومة في طبها القضائي. وقد صدر الحكم بإعدامهم رمياً بالرصاص. والتهمة التي وجهت إليهم هي أنهم قتلوا أو تسببوا في قتل جوركي العظيم (أديب الصعاليك) الذي توفى منذ عامين والذي كان أعظم رجل يعيش في روسيا إن لم يكن في العالم أجمع، كما تسببوا في قتل ولده وقتل كثيرين من عظماء روسيا. وقد ذكرنا في هذا الباب كيف استعبدت الحكومة المخرج الكبير ماير هولد حين أحست أن هواه ليس في صفها فيما ينتجه للمسرح السوفيتي - وهذا دليل على أنه المتهم الأصلي في هذه المحاكمات الأخيرة لم يؤخذ بجرمه، لأنه الحكومة نفسها. وفي الحق لقد كنا دائماً ندهش لموقف جوركي من الطاغية ستالين ومن الثورة البلشفية نفسها، وكنا نجزم أنه موقف منافق لا ينطوي إلا على التسليم الذي يشبه تسليم العجائز، ولا يبعد أن يكون ستالين قد عرف ذلك من سيد أدباء الروس فدبر له هذه القتلة الشنيعة بأيدي أولئك الأطباء المساكين.
مصر والثقافة العربية في اليمن
أوفدت الجامعة المصرية منذ عامين بعثة من أعضاء هيئة التدريس بكليتي العلوم والآداب إلى اليمن، وقد انتهت من دراسة طائفة كبيرة من المسائل التي وقفت عليها في بلاد اليمن دراسة علمية بحتة، ولا تزال بعض تلك المسائل قيد البحث والدراسة
وقد أعدت البعثة تقريراً أولياً عن الأعمال التي قامت بها في بلاد اليمن، والأبحاث التي