(ولما عرف بنو المغرب كونهم محملين بقوة الفكر، أخذوا يهذبونها ويثقفونها، ويستظهرون نتائجها بدون التفات إلى تهديدات المغرضين، أو معارضات المبغضين). وبذلك (بلغوا هذا المبلغ العظيم من الفلاح والنجاح، وتركوا بقية العالم يتقهقر وراءهم، ويتساقط تحت أحمال كبرائه، وأثقال ثقلائه، فاقد التفكير وعديم النطق)
وهذه الإشارة المستترة إلى (تساقط الشرق تحت أحمال كبرائه وأثقال ثقلائه، فاقد الفكر وعديم النطق) تشترى كل كبوات الأسلوب عند الخواجا فرنسيس، فهو رجل سليم التفكير جدير بالتهنئة على كتابه الساذج، ولو أن هذه التهنئة (تشيح بوجهها) أمام شعره، وإذا كان نثره (يصدمنا) بصوره العنيفة المزدحمة، فإن خلوه من التسجيع الذي كان ضرورة من ضرورات الكتابة في عصره، يشهد للخواجا فرنسيس بروح استقلالية مشكورة، كنا نود أن نراها تعمل على إقصائه نهائياً عن الشعر بعد أن عصمته من السجع
ويختتم الرحالة كتابه بفصل إضافي عن معرض باريس العام في سنة ١٨٦٧. ولكن هذا الفصل لا يمكن أن يزيد معرفتنا بالخواجا فرنسيس. . . حتى ولا بذلك المعرض