إن الوزارة متسقة الأعضاء متحدة الهوى، وإن المعارضة نزيهة الأغراض مريرة القوى، وإن الأحزاب متقاربة الميول مستقلة الرأي، وإن الأمة يقظة الفؤاد كلوءة العين، وإن العرش من وراء كل أولئك محيط، يقوم الصعر، ويسدد الخطى، ويرقب الأمور، ويجمع الهوى الشتيت. فهل آن لنا أن نحيا حياة العاملين الأعزة في وطن صريح الاستقلال قوى الشوكة، لا سلطان لقوة خارجية عليه، ولا سيادة للغة أجنبية فيه، ولا استبداد لشركة أوربية به. وهل آن لنا أن نتمتع بحرية مهذبة الأطراف مأمونة السفه، ينعم الفرد فيها بنفسه، ويأمن بها على رأيه، في مجتمع راقي الطبقات مثقف النواحي، يؤلف نافره الخلق، ويرفه حياته الحب، ويؤويه إلى كنفه إله وعلم وملك؟