فإذا كان صفوة النوع الإنساني، وسيد المرسلين والنبيين والعظيمين هو كما قال الله، فهل يعلم الغيب رسول أو نبي أو صحابي أو (ولي) أو (غوث) من الأغواث أو (قطب) من الأقطاب أو (بدل) من الإبدال أو كاهن أو منجم أو دجال أو شق أو سطيح أو سقط أو مليص؟
أين عقول الناس؟ أين عقول الباحثين؟
وحديث الكاهنين (شق وسطيح) يبعثنا على أن نختم القول فيه بهذه السطور:
أسلوب القرآن هو أسلوب المبتدع، لا أسلوب المتبع، والدليل الديني انه وحي الله، والبرهان العقلي أنه الكتاب العبقري، والعبقري في الدنيا مقلد لا مقلد، ومتبوع لا تابع. قال أبو العلاء احمد بن سليمان في (رسالة الغفران):
(أجمع ملحد ومهتد، وناكب عن المحجة ومقتد، أن هذا الكتاب الذي جاء به محمد بهر بالإعجاز، ما حذي على مثال، ولا أشبه غريب الأمثال. ما هو من القصيد الموزون ولا الرجز، ولا شاكل خطابة العرب ولا سجع الكهنة، وجاء كالشمس اللائحة (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) وإن الآية منه أو بعض الآية لتعترض في أفصح كلام يقدر عليه المخلوقون فيكون فيه كالشهاب المتلألئ في جنح غسق)
وقال أبو بكر محمد بن الطيب البلاقلاني في كتابه (إعجاز القرآن):
(إن نظم القرآن على تصرف وجوهه واختلاف مذاهبه، خارج عن المعهود من نظام جميع كلامهم - يعني العرب - ومباين للمألوف من ترتيب خطابهم، وله أسلوب يختص به، ويتميز في تصرفه)
ذلك هو (الكتاب) وذلك - كما قال هذان الإمامان - أسلوبه، وقد أقبلت (أو أدبرت) طائفة من العربانيين - أعني المعروفين بالمستشرقين - تقول:(ليس أسلوب القرآن مبتدعاً وإنما قلد فيه سجع الكهان) وتلقف قولهم أو تخليطهم - جاهلين عمهين - متلقفون.
وقد قالت تلك الطائفة الغربية مقولتها وأئمتها من العربانيين المحققين يقولون كما قلت قدما وأقول اليوم: إنه لم يثبت من منثور الجاهلية شيء، فكيف اهتدت الفئة الضالة إلى أصل الأسلوب القرآني؟ وإلام استندت؟ وعلام بنت مزعمها؟؟
إن كان هادي القوم شق وسطيح وخنافر الحميري وسواد ابن قارب وطريفة وعفيراء