- من أتى بي إلى هذه الدار؟ هذه دار ليلاي!
- ليلاك؟ وهل يمكن لرجل مثلك أن يطمع في أن أكون ليلاه؟
- سيدتي، ماذا حدث؟ خبريني فقد طار صوابي
- وهل تجهل ما حدث؟ اسأل قلبك إن كان لمثلك قلب!
- إن قلبي يشهد بأنني وفي أمين
- وفي مثل ما صنعت تكون الأمانة، ويكون الوفاء!!
- سيدتي، ماذا حدث؟ خبريني فقد طار صوابي
- هل تنكر ما شاع عنك؟
- وما الذي شاع عني؟
- يقول أهل بغداد إنك كنت مثال السخف في سهرات المؤتمر الطبي. ويقولون إنك لم تترك سيدة إلا قبلت يديها، وربما أوغلت في السخف فقبلت جبينها وخديها
كذبوا، فأنا لم أغازل أكثر من عشرين سيدة
- ما هذا التظرف السخيف؟
- ليلى، أسمعي، أنت حمقاء
- أنت وحدك الأحمق
أنا وحدي الأحمق؟ صدقت يا ليلى، فلو كنت أعقل لرأيت لنفسي ألف مذهب في الحياة غير مداواة الملاح!
- قلت لك إني أبغض هذا التظرف السخيف
- وهو كذلك، تركت التظرف السخيف، تركت التظرف السخيف، ولكن اسمعي يا ليلى، سأرحل عن بلادكم بعد شهرين أو ثلاثة، وستبكين أيامي
- أبكي أيامك؟ وهل كانت لك معي أيام يطول عليها البكاء؟
- ليلى، اسمعي واعلقي، أنا لا أنكر ما وقع مني في سهرات المؤتمر الطبي، ولكني رجل حزين يداوي جراح قلبه بالعبث والمجون
- أعرف أنك حزين، لأني أعرف المرأة التي كوت قلبك
- ما كوى قلبي أحد، وإنما همومي هموم رجال لا تعرفينها يا حمقاء