للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- أنت وحدك الأحمق

- شيء غريب! أهذا أدب النساء في بغداد؟

- هذا هو أدب النساء في بغداد، وستعرف عواقبه بعد حين

- ليلى، يظهر انك امرأة كسائر النساء

- النساء أشرف من الرجال

- المرأة أجمل من الرجل، ولكن الرجل أشرف من المرأة، لأنه يحتمل مصاعب وأرزاء لا تحتملها المرأة، ولو كنت في مكاني يا لئيمة. . .

- أنت وحدك اللئيم

- من أين تعلمت هذه الألفاظ الغلاظ؟

- تعلمتها منك!

- هل يسرك أن نفترق؟

- في أمان الله!

وخرجت من غرفة ليلى والدمع في عيني، فهذه آخر مرة أرى فيها المرأة التي آنست وحشتي في بغداد. نعم هذه آخر مرة أرى فيها المرأة الجميلة التي عرفت بها كيف استطاع العراق أن يسيطر على الآداب العربية مئات من السنين. هذه آخر مرة أرى فيها المرأة الحلوة العذبة التي جعلت قلمي أطوع قلم، وجعلت بياني أعظم بيان. هذه آخر مرة أشرب فيها صبابة الكأس، وألقي سيفي وأطوي لوائي، إلى آخر الحياة، إن كان لمثلي بعد ليلى حياة!!

وفي تلك اللحظة بكت السماء على غير موعد فظننتها تبكي لبكائي، أنا العاشق المسكين الذي لم يحفظ له جميل

وقد سقطت على السلم مرتين، فرأيت من الحزم أن أجلس لحظة في الحجرة التي تقارب الباب إلى أن تجف دموعي وترجع قواي

وما كدت اجلس حتى أدركتني ظمياء وهي تقول في تلهف: عيوني! دكتور زكي! عيوني، تعال، تعال

ومدت يدها لترجعني إلى ليلى، فدفعتها بعنف، وخرجت

<<  <  ج:
ص:  >  >>