والرسالة تعرض (الطقوس) الخاصة بأحوال المرض والاحتضار فضلاً عن أحوال الموت والجنازة. ثم تبين الإضافات التي بين تلك (الطقوس) والشؤون الاجتماعية والدينية والأخلاقية
ثم تبسط ألوان الشعور وضروب العقائد التي ترجع إليها تلك الشؤون. وللرسالة ذيلان: مضمون الأول طائفة من المراثي القومية التي تغنيها النائحات (العدادات)، ومضمون الثاني مجموعة من الصور الشمسية تبرز للعين مثل مائدة الغسل، والصلاة في المسجد، وموكب المشيعين (والعدادة) والدفن وإطعام الفقراء، إلى غير ذلك مما له علاقة بشؤون الموتى
وقد فرحت بقراءة هذه الرسالة فرحاً شديداً، ذلك بأنها مؤلفة على طريقة استقام عمودها، وهي طريقة البحث عن أحوال الشعب وتصوراته؛ وهذا النوع من التأليف العلمي له مكانة رفيعة في جامعات الفرنجة على حين ليس له في جامعتنا قليل من الحظ، حتى أن ما يتصل بشؤون الشعب المصري من أعمال ووجدانيات ومعتقدات إنما ينتهي إلينا على أقلام نفر من الباحثين الغربيين
فلا يحسن بنا اليوم أن نغفل رسالة الأستاذ م. جلال، إذا انصرف إلى إثبات ناحية من خصائص الشعب المصري ربما لا يتاح لها أن تبقى على حالها. ثم إنه يحق لنا أن نذكر للأستاذ ماسينيون عنايته بنشر الرسالة ورعايته لهمة المؤلف. . . وأسلم سيدي الأستاذ لمن يخلص لك الود
بشر فارس
حول المؤتمر العام للأدب العربي في تونس
في العدد ٢٣٤ من الرسالة نشرنا خبراً تلقيناه من تونس بأن السيد محمد الفاضل بن عاشور يسعى لعقد مؤتمر عام للأدب العربي لتوحيد طرق الثقافة ودراسة الآداب العربية في جميع أقطار العروبة الخ. وقد كتب إلينا الشيخ محمد الشاذلي السنوسي يقول إنه هو صاحب الفكرة ومقترحها ويؤيد قوله بنشرات المؤتمر وأقوال الجرائد. وسواء أكان المقترح هذا أم ذاك فإن موضوع الفخر هو في تنفيذ الاقتراح وإنجاح الفكرة. إن الآراء