نوع من أنواع العبث. هذا على أنه لا يجد (مكتبة) من القصص، لأن وزارة المعارف هي التي تحكم مصائر الأمور في التعليم، ولأن وزارة المعارف لم تتضمن مركزيتها الاعتراف بالقصة أداة للتعليم في العربية، ولو أنها اعترفت بها أداة للتعليم في الإنجليزية منذ زمن بعيد
عالج المستر مان خبير التربية هذه المشكلة في تقريره عندما تحدث عن الفرق بين لغة الحديث ولغة الكتابة في مصر. وعنده أنه لن ترقي لغة الكتابة في مصر ولن ينقص الفرق بينها وبين لغة الحديث حتى نخلق أدباً قائماً للأطفال يتضمن مادة جذابة توافق عقل الطفل. وينبغي لكتب الطفولة في رأيه (أن تحتوي تلك القصص ذات اللون الخاص التي تتمثل في أدب كل شعب من الشعوب). والحق أن العربية ذات أدب شعبي تمثله كتب كألف ليلة وليلة. لكن ألف ليلة وليلة طبع بالإنجليزية مئات المرات في أشكال وأحجام جميلة مختلفة. وقد بلغ من عنايتنا الضئيلة بمثل هذا الكتاب أننا بدأنا الآن فقط بترجمة ترجماته الإنجليزية إلى العربية. ومثل هذا يقال في القصص الأخرى التي انتقلت في عصر النهضة من الشرق إلى الغرب
ولقد يطول الحديث بنا إذا نحن استرسلنا في الكتابة عن تقصيرنا في خلق أدب الطفولة. وحسبنا أن نقول أن وزارة المعارف هي الهيئة الوحيدة التي تستطيع أن تخلق مثل هذا الأدب. وما دامت المركزية أصلاً من أصول إدارة التعليم عندنا فوزارة المعارف هي التي تستطيع أن تنتخب مدرسين وكاتبين تحبسهم على عمل مثل هذا. ولا غناء عندنا في جهود فردية محمودة يقوم بها الفينة بعد الفينة أفراد متحمسون
والتمثيل المسرحي نفسه وسيلة تكفل حرص الأطفال على تعلم اللغة. ولسنا نقصد بذلك أن يكون له - كما له اليوم - إدارة خاصة مركزية. ولا أن يكون قاصراً على بضعة أفراد من التلاميذ يمثلون فصلاً أو فصلين في العام لأن ذلك قد ساير المدارس الثانوية عندنا منذ نشأتها إلا أنه لم يفد اللغة إلا قليلاً. وإنما نقصد بالتمثيل المسرحي أن يكون لكل مدرس اتجاه خاص يحبب إلى تلاميذه ممارسة التمثيل. فإذا هو أمدهم بالقصص المسرحية العربية وعاونهم على تمثيلها من غير مسرح ولا ستائر كان في ذلك إدراك للغرض من تعلم اللغة، وكان فيه رياضة جمالية سامية. وخيال الطفولة ضمين بأن ينشئ مسرحاً خيالياً، وكفيل