قام الميجر. ا. وبولسون نيومان الإنجليزي برحلة طويلة في بلاد الحبشة بعد استقرار الفتح الإيطالي فيها استغرقت ثلاثة أشهر (من مارس إلى يونيه سنة ١٩٣٧) متبعاً طريق الغزو التي سار فيها الجنرال بادوليو مبتدئاً من مصوع وماراً بعدوه وأكسوم وماكالي وكوارم. . . إلى ديسي. ثم إلى أديس أبابا ثم إلى لهمتي (!) فسابو فجمبيلا فحدود السودان، ثم انثنى بطريق الجنرال جرازياني إلى مقدشو على المحيط الهندي. ثم ركب الطائرة من قسمايو في (الصومال) فطاف بمقاطعة أوجادن إلى ديردوا وإلى هرر ومن ديردوا بالسكة الحديدية إلى جيبوتي وبالباخرة إلى الميناء الإيطالي الجديد عند عصب. وقد كان أهم ما لفت نظر الميجر بولسون هو زوال روح الجفاء بين الأحباش المقهورين والإيطاليين الغزاة، وهذا النشاط العجيب الذي يبديه الإيطاليون في تحضير الحبشة وترقية مرافقها الحيوية وانتشار المدارس الإيطالية في أرجاء إمبراطورية أسد يهوذا. وقد ألف الميجر في رحلته هذه كتاباً هو أحسن ما وصفت به الحبشة إلى اليوم. وبالرغم من أن المؤلف إنجليزي فالكتاب موضوع في أسلوب حبي وروح غير عدائي.
كتاب جديد للمستر ولتر
من أنشط المؤلفين في العصر الحديث وأكثرهم إنتاجاً هو الكاتب الأشهر هـ. ج ولز الذي لا يكاد يمضي عام إلا ويتحف قراءه - وهم عشرات الملايين - بكتاب جديد تحتاج قراءته إلى عام أو أكثر من عام؛ وأحسن ما ألف ولزهي طوبوياته التي يدفع بها الإنسانية إلى السبرمان. وقد دعا في السنوات الأخيرة إلى وجوب عالمية التعليم وهي عالمية لا تفهمها القومية ولا تريد أن تستسيغها، لأنها نقيض لها، فالعالمية هي الديمقراطية بين الأمم، أما القومية فهي الاستبداد بين الأمم، وسلاح الأولى السلم والصالح العام، أما سلاح الثانية فالحرب والتغلب والتبرير. وولز من اجل ذلك يدعو إلى وجوب جعل التعليم عالميا، وانتزاع أخبار الحروب والصدام بين الأمم وتراجم الطغاة والمستبدين من صلب منهاج التاريخ الذي يدرس للتلاميذ في مدارس العالم قاطبة حتى لا تخدعهم الكبرياء الوطني عن