للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إحسان: فلتكن. ألا تعلم يا مختار بك أن الحب قادر على هذه المعجزة؟ الحب هو الذي يشفيها من الدلال.

مختار: سبحان الله يا إحسان بك! قلتلك إنها لا تحب ولن تحب، وستبقى وفية لذكرى زوجها الذي أحبته، إني أكثر علما بها وبعواطفها منك ومن كل الناس. لقد استعاضت عن الحب بالصداقة، ووجدت خلا وفيا وصديقا صدوقا. يا للساعات السعيدة التي نقضيها معاً!! ساعات تتجلى فيها الصداقة بأعلى واجمل معانيها. ذكاؤها وسرعة خاطرها لا يعادلان جمالها ودلالها، حديثها ينم عن طيبة قلبها ووفائها، ولصوتها رنات عذبة هي أشبه بنغمات روحانية تبعث الأمل في الفؤاد. إذا تحاورنا تتم فكرتي بنفس الألفاظ التي تحوم حول شفتي، أو تجيبني بما يولد في نفسي طائفة من الأفكار الطريفة. نصف كلمة منها تنبئني أكثر من جملة من غيرها، لأننا تعودنا أن نفكر معا. تعلم كل ما يجيش بصدري من شعور. وأدرك كل ما يتخلل نفسها من إرادة. نحن مخلوقان يتمم كل منا الأخر.

إحسان: لا نزاع في ذلك. صداقتكما لا ينكرها إلا مكابر.

فايد: ولا نزاع في أن الصداقة عاطفة اثبت من الحب، لأنها ترتكز على أنقى ما في النفس على الجزء الروحاني منها.

مختار: (وقد نظر إلى ساعته): أزف الوقت. اسمح لي يا فايد بك. أريد أن اذهب إلى مكتبة سكر لاشتري كتابا طلبته مني حكمت هانم ثم آخذه معي اليها. سأحضر إلى المحطة هذا المساء لوداعك.

فايد: (وهو يشيعه إلى الباب). لا تكلف نفسك. أرجوك

مختار: لا. . . . هذا واجب.

إحسان: (وقد لحق بمختار ومد له يده). إلى الملتقى

مختار: (وقد اخذ يده) إلى الملتقى.

(ثم يحيي إحسان قائلا: إلى هذا المساء. . . (يخرج)

المنظر الثاني

فايد، إحسان

إحسان: يا له من غبي! غبي تماما سابح في خياله، غارق في أحلامه

<<  <  ج:
ص:  >  >>