للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مختار: ما هذا الكلام؟! حكمت هانم يكون لها عشيق؟! هي مثال العفة والفضيلة؟!. . .

إحسان: لكنها يا بك في عنفوان الشباب وكمال الصحة. وللحب على الشباب نفوذ، كما أن للطبيعة على الصحة سلطانا.

مختار: الصداقة عندها قهرت الحب، والعفة تغلبت على الطبيعة.

فايد: إحسان يجهل قوة الصداقة وسلطانها على القلوب. أنه فتى مادي، فلا تتعب نفسك معه.

إحسان: على كل حال لا يستطيع مختار بك أن ينكر انها ذات دلال. وإني وإن لم أكن من أخصائها لي بها معرفة، وقد سبق أن زرتها ورأيت بعيني دلالها.

مختار: لا أنكر انها ذات دلال، ولكن دلالها حلو: دلال كله طيبة، دلال خلا من المكر والخداع. دلال النساء قوامه الدهاء عادة، دلال يخفي أغراضاً مقصودة، دلال أثيم، دلال مصطنع؛ اما دلال حكمت هانم فقوامه الصراحة، لا غرض له سوى ملاطفة الأخصاء. دلال بريء، دلال طبيعي. خلقت ذات دلال فلا يجوز لإنسان أن يلومها على دلالها، كما لا يجوز له أن يلوم وردة على عطرها.

إحسان: أن إعجابك بها لا حد له، لكن أصغ لي. كل فتاة في مثل جمالها ودلالها لابد أن يكون لها عشاق كثيرون، فكيف تعتقد انها بغير عاشق؟.

مختار: قد يكون لها عشاق، لكني واثق من انها لم تعشق أحداً منهم. الا تعلم يا إحسان بك أن ذوات الدلال لا يفرطن في عفتهن مطلقا. وأن كل واحدة منهن تسعى بدلالها وراء غرض واحد، هو أن تحوز الإعجاب وتستثير الرغبة. لذلك لا تجود حتى بقبلة واحدة لتبقى دائما موضع الإعجاب ومثار الرغبة.

إحسان: نظريتك غريبة أتحرم نفسها الحب لتبقى مرغوبا فيها؟

مختار: شاءت المقادير أن تتكلم ذوات الدلال على عتبة الحب والباب المغلق!

إحسان: وان فتح الباب؟

مختار: لا يفتح لهن أبدا!

إحسان: لنفرض انه فتح

مختار: تكون معجزة

<<  <  ج:
ص:  >  >>