بأنفسهم لأنفسهم وإن كانوا لا يزالون قلة بين المجموع
قال علي باشا:(نحن عرضة لكثير من الأفكار، وفي الحياة المصرية حركات كثيرة النقائض والأضداد، والعلم بالنتائج مستحيل. إلا أنني أحسب أننا على حق حين نرى أن النزعة الدينية أقوى في طائفة من الجيل الحديث مما كانت قبل بضع سنوات)
وسأل الأستاذ لاندو:(ماذا يصنع الآن لتحويل الوجهة التي كانت منصرفة كلها إلى الناحية السياسية؟)
فأشار علي باشا إلى الخطة التي أعدها حين كان على رأس الحكومة لإنشاء معسكرات في أرجاء البلاد يتعلم فيها الشباب الرياضة والأخلاق الرياضية ويأوون إليها في كل شهر أربعة ايام، ويتلقون فيها دروساً ومحاضرات عامة في علم الاجتماع وشؤون الثقافة ومعارض التاريخ
ولما سأله المؤلف عن مصير هذا الاقتراح، قال: إن الوفد أبطله حين تولى الحكومة. وعقب المؤلف قائلاً:(إن من تقاليد السياسة المصرية - أو السياسة في معظم الأقطار الشرقية - أن الحكومة الجديدة تبطل ما استطاعت من أعمال الحكومة السابقة
ثم سأل: (ولكن الوفد له هو أيضاً مقترحاته للسمو بالجيل الحديث وتحويل جهوده. أليس كذلك؟ فقد سمعت بالعناية المبذولة في الألعاب وضروب الرياضة!)
قال الباشا: نعم. إلا أن النظام الحاضر يجعل باله قبل كل شئ إلى إنجاب (الأبطال) الذين يحرزون الجوائز في المباريات الدولية ولا يعطى الجمهور نصيبه من الرعاية، ولا يلتفت إلى الأخلاق كما يلتفت إلى الأبدان. وما كان التعليم المتجه إلى إحياء الحاسة المدنية الاجتماعية يوماً من الأيام شاغلاً ينفع الأحزاب السياسية في غايتها من الدعاية، فلا سبيل إلى هذا التعليم إلا على أيدي حكومة غير حزبية أو حكومة قومية)
أما احمد حسنين باشا فقد بدأ الكلام معه على تعليم صاحب الجلالة الملك فاروق. ثم استطرد إلى السماحة الدينية ومذهب الباشا فيها؛ وهو مذهب يشبه مذهب محي الدين بن العربي. وقد كانت لرحلاته في الصحراء يد قوية في هدايته إلى تلك الطريق الروحية
سأله الأستاذ لاندو: لقد أخبرت أن الملك يؤدي جميع فروض الصلاة بانتظام، فهل تعتقد أن صاحب الجلالة ذو سليقة دينية؟