في كلمة الأستاذ سعيد العريان الأخيرة، وردت الجمل الآتية يصف نقد الرافعي لوحي الأربعين
(وكان نقداً مراً حامياً اجتمع فيه فن الرافعي، وثورة نفسه، وحدة طبعه، وحرارة بغضائه، ولكنه كان نقداً منزهاً عن العيب)
(أستطيع أن أقول ويقول معي كثير من أدباء العربية، إن هذه المقالة هي خير ما كتب الرافعي في نقد الشعر، وأقربها إلى المثال الصحيح)
(من قرأ (على السفود) فعابه على الرافعي وأنزله ما كان ينزله من نفسه، فليقرأ مقال الرافعي في نقد (وحي الأربعين) ليرى الرأي المجرد في شعر الأستاذ العقاد عن الرافعي)
وفي هذه الكلمة نفسها يقول عند رد العقاد:
(قرأت مقالة العقاد في الرد على الرافعي، فوجدت أسلوباً في الرد لم أكن أنتظره، يؤلم ولا يفحم، ويقابل الجرح بالجرح لا بالعلاج
ويسمى الرد كله: (طعن العقاد على الرافعي وشتيمته إياه)
ويقول عن المقالة كلها:(وكان أكثرها سباباً وشتيمة، وأقلها في الرد والدفاع). . . الخ. . . الخ
هذا ما يراه الأستاذ سعيد في نقد الرافعي ورد العقاد. فمن شاء أن يعرف ما هو نقد الرافعي، فليسمع نماذج منه تعطي صورة كاملة عنه، لأنها منتقاة من نواح مختلفة فيه، لتمثل (فنونه) كلها. وإني لأستميح قراء الرسالة العذر، حين أستبيح أسماعهم وأذواقهم في سماعها، وقد اختصرت على أقلها إفحاشاً وهاهي ذي:
١ - (وما يخيل إلي في شعر العقاد إلا أنه مستنقع اخضرت ضفتاه، فهذا الجمال القليل فيه لا يكشف عن سر ورونق وإمتاع، وإنما يزيد في القبح والشنعة. وما هو المستنقع إلا البعوض الملاريا والطحلب والوخم والعفن. ولو أنك كنت شاعراً دقيق الحس، مصفى الذوق، عالي البيان، ثم قرأت شعر العقاد لرأيت من ألفاظه ألفاظاً تلسع الذوق لسع