البعوض، ومن شعره أبياتاً تنهق نهيق الضفادع التي هي حمير الماء
٢ - يقول العقاد عن حبيبته:
فيك مني ومن الناس ومن ... كل موجود وموعود تؤام
فلا يرى الرافعي في هذا البيت الفريد إلا أن يقول:
(قلنا فإن (من كل موجود) البق والقمل والنمل والخنفساء والوباء والطاعون والهيضة وزيت الخروع والملح الإنجليزي إلى واوات من مثلها لا تعد، أفيكون من هذا كله في حبيب إلا على مذهب العقاد في ذوقه ولغته وفلسفته؟)
٣ - يقول العقاد في طرافة ودعابة عن حسان شاطئ استانلي
ألقى لهن بقوسه ... قزح وأدبر وانصرف
فلبسن من أسلابه ... شتى المطارف والطرف
فلا يجد الرافعي في هذه الطرافة إلا أن يتلاعب بالألفاظ فيقول:
(فقزح لا يلقي قوسه أبداً، إذ لا يفصل منه. قال في اللسان (لا يفصل قزح من قوس) فإذا امتنع فكيف يقال: (أدبر وانصرف)
أما قزح العقاد، فلعله الخواجة قزح المالطي، مراقب المجلس البلدي على شاطئ استانلي الذي قيلت فيه القصيدة
٤ - ويسمع العقاد، صيحات الاستنكار للهو الشواطئ وما
تعرض من جمال، فيصيح صيحة الفنان الحي المعجب
بالحيوية والجمال:
عيد الشباب ولا كلا ... م ولا ملام ولا خرف
فإذا الرافعي يقول:
(إن غاية الغايات في إحسان الظن بأدب العقاد أن تقول إن في هذا البيت غلطة مطبعية، وأن صوابه
عيد الشباب فلا كلا ... م ولا ملام (بلا قرف)!
هذه نماذج منوعة من ذلك النقد الذي ينال الرضاء والاستحسان من أصدقاء الرافعي، ومن