للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في بيوتنا لنركبه إلى الشطء المحنون إليه؟ روضني على التفكير. خذ بيدي. خذ بما تيسر لك مني نحو ذلك الضوء الذي تراه (من باب الفرض على الأقل) ثم تأت لعيني وتلطف في فتحها. إن الغشاوة التي تركبها إنما أمرها موكول إليك. وما هي بالمستعصية والله! ولكن إياك والسطو على تآليف غيرك ولا سيما الفرنجة، فإنما روحك التي أتلمسها فيما تكتب، ومن روحي إلى روحك رسول، ألسنا من جبلة واحدة؟

المرأة قوام الأدب!

المرأة عندنا لم تعرف بعد ما المرأة. فإن كانت مثقفة فإنما يشغلها التحرر والنسج على منوال الإفرنجية في مظاهرها. وإن كانت أمية فإن هي إلا عرض في عينيها. آه لو عرفت المرأة أن الأدب منها واليها! لأن بين يديها مفتاح الغبطة والألم. ومن ذا الذي يلقنها هذا غير الاديب، بل من ذا الذي يقفها على وليجة نفسها غيره؟

الجانب الأعظم من أدبنا أشبه شيء بصحراء رباها متناسقة ورمالها متناسبة وليس فيها بئر ولا نخل، حتى إذا جزتها وفوزت أصبت عند مخرجها آباراً مهجورة ونخلاً تكاد الوحدة تصرعه. إن البيئة الشرقية مقسمة قسمين: هنا الرجال وهنالك النساء. وما أدري - حتى اليوم كيف يستمرئ الرجال العيش على هذا النحو الشاذ. ولذلك ترى أدبنا المحدث غير طبيعي في جملته؛ أما الشعر فمصنوع، وأما القصص فملفق، وأما الرسائل فجافة

وإذا فوض إلى الأديب أن يرشد المرأة إلى سريرة نفسها، فمما وكل إلى المرأة بعد هذا أن تلهم الأديب من طريق مباشر أو غير مباشر، وأن تهذب القارئ بلطف حسها فتقوم مقام الهمزة الدقيقة تصل بين الأدب الحق والمتطلع إليه

بشر فارس

رَجْع: في مقالي المنشور في العدد الماضي من الرسالة (٢٥٠) وعنوانه (في المذهب الرمزي) (تعليق)، بعض هفوات، منها: وكان لأجل، والصواب: لأهل - والصواب: - والصواب: - أو والصواب: الـ - الطبيعة البشرية الموثوقة، والصواب: الموثقة - ' والصواب: ' بين التأثيرية، والصواب: التأثرية - أن أدفع وهماً، والصواب: وهماً ممكناً

ب. ف

<<  <  ج:
ص:  >  >>