ومن غريب ما وقع أن غضب ليلى قوبل بعوض مزعج هو كرم أهل العراق
كنت أدخل المطاعم للغداء أو للعشاء فأجد من يدفع عني من حيث لا أعرف. وكثر ذلك حتى أضجرني، وما كنت بخيلاً حتى أنكر الكرم، ولكن قلبي كان يهتف بقول الزميل القديم:
آل ليلى إن ضيفكُم ... واجد بالحي مذ نزلا
أمكِنوه من ثَنِيَّها ... لم يرد خمراً ولا عسلا
وفي حومة من هذه الحرب الوجدانية سمعت أن جماعة من الأطباء كتبوا يشكونني إلى الجمعية الطبية المصرية، وهم يزعمون أنني حنثت في اليمين، فقد أقسمت كما أقسموا ألا أفشي سراً لمريض، ولو كانوا يعقلون لعرفوا أن مرض ليلى أصبح معضلة دولية، ولكن هل يعقل من في قلوبهم مرض؟
آه ثم آه من حقد الزملاء
لم تسألني ليلى متى أرجع، ولكن لابد أن أرجع
وهل هنت على نفسي إلى هذا الحد؟
ما هنت على نفسي. فقد رعاني الله فعشت طول حياتي عزيزاً، ولكن هذه فرصة أختبر فيها أخلاقي. هذه فرصة ثمينة قد لا تعود. إن ليلى تحقد علي، وتتهمني بخيانة الحب، ومن واجبي نحو الأخلاق أن أرحم من يرتاب في أخلاقي، فما ارتاب في أخلاقي غير الضعفاء والمساكين
ولكن ليلى لها تاريخ، وأشقى الناس من يعشق امرأة لها تاريخ
وتاريخ ليلى ابتدأ في القاهرة واستفحل في بغداد، ومن الواجب أن أكون على بينة من تفاصيل ذلك التاريخ، وعلم ذلك عند ظمياء
- إيش لونك يا دكتور!
- أعاني ظلام الحب وظلام الليل، وإيش لون ليلى؟
- استراحت لمكايدتك فدبت في روحها العافية
- وكذلك أبني الأصدقاء ليهدموني يا ظمياء
- لا تندم على ما صنعت من جميل