للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كتباً وإن لم تكن لأفلاطون إلا أنها تمت إلى فلسفته بصلة وصلات (ككتاب (الأثولوجيا) الذي نسب خطأ لأرسطو وهو لفلوطين، وهو (الشيخ اليوناني) على حد تعبير الشهرستاني الذي ينتمي لمدرسة الإسكندرية، وكذلك (كتاب العلل) لبرفلس، وفلسفة كل منهما تنتمي إلى فلسفة أفلاطون، وبجوار هذا كان للمسيحية أثر لا يستهان به عن طريق المترجمين لأن أغلبهم كان من المسيحيين والكل يعرف الاتصال الوثيق بين التثليث في المسيحية وخصوصاً تثليث القديس اوغسطين، والتثليث الأفلاطوني

وترجموا كذلك لأرسطو، وهنا نجد الكم يسبق الكيف لأن كل مؤلفاته قد ترجمت إلا ما كتبه في السياسة وهذا الاستثناء راجع في نظري إلى أن سياسة أرسطو سياسة (مغلقة) تختص بما للمجتمع اليوناني القديم من نظم مدنية خاصة، وإنها كذلك تقر الرق والاستعباد، وهذا يناقض مبادئ الإسلام التي تصرح أن لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. وإنها أيضاً تعطي الوجه الاقتصادي في المدينة أهمية كبرى بينما نجد عند فلاسفة الإسلام الأثر ظاهراً في تغليب الوجه السياسي لأنهم يرددون كثيراً: (الناس على دين ملوكهم) وهذا راجع بطبيعة الحال إلى أهميته من أن الخلافة في الإسلام الذي يشتق من أهمية رئيس القبيلة في النظام الاجتماعي لمعيشة العرب في البيداء

وسبب سيادة أرسطو عند العرب ترجع في نظري إلى أنهم وجدوا في منطقه أداة للجدل ونشر تعاليم الإسلام عن طريق الإقناع لا عن طريق السيف كما يفهم بعض المغرضين، لأن عبقرية هذا الشعب هي: البلاغة والبيان وقوة الحجة. وصحة نظري هي أن القرآن الكريم هو إعجازهم؛ ثم إن القران نفسه يصرح قائلاً في سورة (البقرة) بند ١٨٩، ١٩٢ (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) ويقول: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين). ويقول: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)؛ وكذلك فلسفة أرسطو في مجموعها أقرب إلى عقولهم البدوية من فلسفة أفلاطون لأنها نسبياً أقل تجريداً، ويذكر أيضاً أن عقلية العرب عقلية (جامعة) وفلسفة أرسطو تنسجم وهذه الصفة لأنها موسوعة عامة للمعارف، ولكن بالرغم من هذه المرغبات في فلسفته ضاع أرسطو على حقيقة أمره فيما بينهم، لأنهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>