للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ملك الخير - نعم: إنها الأسباب التي تأخذ بيدك إلى السماء.

ملك الشر - إنما الأوهام، وثمرات الجنة والمس، هي التي تخلط العقل، وتجعله أجنح إلى التصديق بها، والاعتقاد فيها

ملك الخير - فوست! فكر في السماء، وفي أشياء السماء.

ملك الشر - كلا يا فوست! بل فكر في العزة والمال.

يخرج الملكان

فوست - في المال! لم ذا؟ إن ضيعة إميدن ستصبح ملكاً لي. مال الذي سيكون في مستطاع الله أن يفعل بي إذا ما أيدني مفستوفيليس وأخذ بيدي؟ إنك ناج يا فوست. لا تكثر من شكوكك. تعال. تعال يا مفستوفيليس، وقص عليّ أخبارك السارة عن إبليس العظيم. إن الليل لم ينتصف بعد. تعال. تعال يا مفستوفيليس!

يدخل مفستوفيليس

والآن خبرني، ما الذي يقوله سيدك إبليس؟

مفستوفيليس - قال إني سأكون في خدمة يا فوست طوال حياته، على أن يشتري خدمتي له بثمن هو روحه.

فوست - إن فوست قد جازف فعلاً بهذا وبذلك

مفستوفيليس - ولكن تذكر يا فوست أنك لابد من أن تهب روحك مخلصاً، وأن تكتب بالهبة صكاً يكون مداده من دمك، فإن هذا الضمان يطلبه إبليس العظيم. أما إذا رفضت فسوف أعود إلى جهنم.

فوست - تأن يا مفستوفيليس وخبرني: أي خير يستمد سيدك من روحي؟

مفستوفيليس - يزيد بها ملكوته.

فوست - أهذا هو السبب في أن يبلونا ويمتحننا كما يفعل؟

مفستوفيليس - دعك من هذا وخبرني هل أنال روحك لأكون لك عبداً وأقف على خدمتك وأضفي عليك من العطايا أكثر مما يصل إليه خيالك؟

فوست - نعم. سأهبك إياها.

مفستوفيليس - إذن اطعن ذراعك بشجاعة، وقيد روحك واعترف بأن من حق إبليس

<<  <  ج:
ص:  >  >>