للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أيوب (وحسبه (العود) فهي لا عيب فيها) ونعيم جاب الله، وإن كانت رسوم الأخير تدل على فهم تام بطبيعة الألوان وذوق دقيق في اختيارها

وهناك طبقة أخرى اكتفت بأن حاكت الطبيعة محاكاة تامة، ولوحاتهم تدل على تمكن من الصنعة ودقة ملاحظة، ولكن لا أثر للفن فيها، لأن الفن شيء والمحاكاة الفوتوغرافية شيء آخر. وأبرز هؤلاء الأساتذة إدموند صوصه، وهيدايت دانش وجورج صباغ

وعدد الصور الآدمية في المعرض كبير جداً. وهذه ناحية من نواحي الفن التي يقل فيها المجيدون، لأن الغرض منها ليس نقل الملامح فقط بل نفسية الشخص ومميزاته الخلقية. ولذا فالفنان مجبر على دراسة من يتصدى لرسم صورته دراسة نفسية عميقة قبل أن يتناول ريشته. ولهذه الكثرة تفسير نفسي مقبول، وهي أن النوازع النفسية التي تدفع الفنان إلى رسم الأشخاص تختلف، وبعض هذه الدوافع تنتج فناً أصيلاً، وبعضها ينتج فناً زائفاً - مثال هذه الأخيرة حب المدح وحب السيطرة والتملك. والفنان الأصيل يحلل مشاعره قبل أن يرسم

وهناك فنان شاب هو موريس فريد، ولفنه ميزات بارزة أهمها اندماجه النفساني في جو الموضوعات التي اختارها للوحاته، وألوانه

وخطوطه تمتازان ببساطة معبرة تلائم روح المناظر الطبيعية التي تمثل سلام الطبيعة وسكونها وصفاء شمس مصر

أما في فن النحت فمن أحسن العارضين الفنان الشاب فتحي محمود علي؛ وحسبه (الأمومة)، ففيها كل العناصر التي يتألف منها الفن الناضج؛ وأديب يس يوسف وإن كان فنه فجاً بعض الشيء إلا أنه يحتوي على العوامل التي تصلح أساساً متيناً لفن قوي ممتاز، والفنان الإيطالي فيتوريو روسين

وأرجو أن يتاح لي أن أنشر في الرسالة قريباً سلسلة من المقالات أبين فيها فلسفة الفن الحديث وأصوله ومذاهب الفنانين المختلفة ومميزات كل مدرسة، وأعرض للنواحي البارزة لفن كل أمة. ورغبتي المتواضعة هي أن يتاح لدارس الفن ومحبيه الاطلاع على هذه النواحي ودرسها فقد لاحظت أنها مجهولة تماماً بين كل من تعرفت إليهم. كما أن صور أغلبية من لا أعرفهم لا تدل على عرفانهم إياها

<<  <  ج:
ص:  >  >>