للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- نعم، فهو في مدينة يقال لها طيبة

- وهل يزوره أهل البر؟

- نعم.

- هنيئاً لكم يا أهل البر بزيارة النبي الكريم. فمن زاره استوجب شفاعته. هل زرته أنت يا أخي؟

- لا، فقد كنت فقيراً لا أجد ما أنفقه في الطريق. ولم أصبح غنياً إلا منذ عرفتك. والآن وجبت علي زيارته بعد أن أحج إلى بيت الله الحرام. وما منعني عن ذلك إلا محبتي لك

- وهل تفضل محبتي على زيارة قبر رسول الله الذي يشفع لكم يوم العرض على الله؟

- إن زيارته والله مقدمة عندي على كل شيء. وأطلب منك إجازة أزوره هذا العام

- أعطيك الإجازة بزيارته. وإذا وقفت على قبره فأقرئه مني السلام. وعندي أمانة فادخل معي في البحر حتى آخذك إلى مدينتي وأدخلك بيتي، وأعطيك الأمانة لتضعها على قبر الرسول

- يا أخي، أنت خلقت في الماء، ومسكنك الماء فهو لا يضرك. فهل إذا خرجت منه إلى البر يصيبك ضر؟

- نعم، يجف بدني وتهب علي نسمات البر فأموت

- كذلك أنا، خلقت في البر ومسكني البر. فإذا دخلت البحر يدخل الماء في جوفي ويخنقني فأموت

- لا تخف، فإني آتيك بدهان تدهن به جسمك فلا يضرك الماء، حتى لو قضيت فيه بقية عمرك

وعبد الله البري رجل كله إيمان واستكانة. فهو راض أن يأتيه بذلك الدهان يجربه. ويحمل عبد الله البحري (المشنة) ويغوص في البحر. ثم يعود بها ملأى (شحماً مثل شحم البقر، لونه أصفر كلون الذهب، ورائحته زكيه). ويخبر صاحبه بأنه شحم نوع من الأسماك يقال له (الدندان، أعظم أصناف السمك خلقة)

- وهو أشد أعدائنا علينا، وأكبر من أي دابة من دوابكم في البر. ولو رأى الفيل لابتلعه

- وماذا يأكل هذا المشؤوم يا أخي؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>