للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- يأكل من دواب البحر. أما سمعت المثل القائل: مثل سمك البحر، القوي يأكل الضعيف؟

- يا أخي، إني أخاف إذا طوفت معك في البحر أن يصادفني هذا النوع فيأكلني

- خفف عنك، فإنه متى رآك عرف أنك ابن آدم فخاف منك وهرب. فالدندان أشد ما يكون خوفاً منكم. لأن شحم ابن آدم سم قاتل له. بل ليكفي أن يسمع صياح ابن آدم فيموت هلعاً

(وتوكل عبد الله البري على الله، وخلع ملابسه ودفنها في رمال الشاطئ. ثم دهن نفسه بشحم الدندان وغاص في الماء. وفتح عينيه ومشى يميناً وشمالاً والماء لا يضايقه. وجعل ينزل إلى القرار ثم يرتفع بكل سهولة)

واندفع عبد الله البحري أمامه دليلاً له في تلك النزهة البحرية النادرة. فرأى عن يمينه وشماله جبالاً. وشاهد أصنافاً عديدة من الأسماك (البعض كبير، والبعض صغير. منها ما يشبه الجاموس، ومنها ما يشبه الكلاب، وشيء يشبه الآدميين. وكلما قرب عبد الله البري من نوع هرب هذا منه. فيسأل صاحبه:

- يا أخي، ما لي أرى كل هذه الأسماك تهرب منا؟

- مخافة منك يا أخي. فجميع ما خلقه الله يخاف ابن آدم

ووصلا إلى جبل عال، فمشى عبد الله البري بجانب الجبل. وإذا بصيحة عظيمة اتجه إلى مصدرها بنظره فرأى شيئاً أسود منحدراً نحوه من الجبل، وهو (أكبر من الفيل والجمل). وسمع صديقه عبد الله البحري ينادي عليه:

- دونك وهذا الدندان، فهو متجه إلينا في طلبي ليأكلني. صح به!

وصاح عبد الله البري فزعاً وطائعاً في آن واحد. فإذا بالدندان يقع ميتاً. يتعجب عبد الله البري ويقول: (سبحان الله! لم أضربه بسيف ولا بسكين. وهاهو ذا على ضخامة جسده لا يتحمل صيحتي!)

ويدخل الصاحبان مدينة (بنات البحر)، فيهتم عبد الله البري بأمر هذه الإناث لا ذكور لها ويتساءل كيف تستطيع أن تخلف نسلاً

- إنهن منفيات في هذه المدينة بأمر ملك البحر. ولا يمكنهن الخروج من هذا المكان، أو تلتهمهن دواب البحر

- هل في البحر غير هذه المدينة؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>