للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الهند بفقد إقبال كوكباً لآلاء مضيئاً، ولكن شعره سيخلد في قلوب الأجيال الآتية، وذكراه العظيمة لن تموت).

وهذا الدكتور محمد عالم يقول:

(لا تستطيع أرض البنجاب أن تخرج إقبالاً ثانياً في عصور طويلة). ويضيق المجال عن الإكثار من أقوال أعلام الهند في فقيدهم.

وأرخ بعض الشعراء وفاة إقبال (سنة ١٣٥٧) في قوله:

تاريخ (بور إقبال شاعر مشرق) - كان إقبال شاعر الشرق. وأرخ آخر بقوله: كنه علامة إقبال سوى بهشت برين: ذهب العلامة إقبال شطر الجنة العالية.

ترك الشاعر النابغة ابنين وبنتاً وأخاً وثلاث أخوات.

- ٣ -

ولد محمد إقبال في سيال كوت سنة ١٨٧٦م من عشيرة قديمة دخلت في الإسلام منذ ثلاثة قرون، وكانت تقيم في كشمير ثم اضطرتها الحوادث أن تهاجر إلى البنجاب واستقرت أسرة إقبال في سيال كوت.

وبدأ تعلمه في البلد الذي ولد به. ودرس على العالم الكبير مير حسن فأذكى في قلبه حب الآداب الشرقية. ثم انتقل إلى لاهور للدراسة العالية فكان من أساتذته السير توماس ارنولد أستاذ الفلسفة الإسلامية. وقد سمعت أرنولد يفخر بأن إقبالاً تلميذ. وفي ذلك الحين شدا إقبال الشعر، فرجا الناس فيه شاعراً خطيراً. ونال درجة أستاذ في الأدب وصار مدرس الفلسفة في إحدى الكليات.

وسنة ١٩٠٥م سافر إلى أوربا فتعلم في كامبردج القانون، ثم ذهب إلى ألمانيا فدرس الفلسفة. وبعد ثلاث سنين من خروجه من وطنه رجع إليه مرجوا لأمته محبباً إليها. وعمل في المحاماة وقصده الناس لاستشارته والاستعانة به في كثير من الأمور التي كانت تهم المسلمين. وما زال نجمه يسطع، وصيته يذيع، وشعره يجوب أرجاء الهند ويستقر في كل قلب حتى اجتمعت قلوب المسلمين عليه، ورددوا أقواله في خطبهم ومقالاتهم، وتقيلوه في أعمالهم، وكأنما أذكى الشاعر العبقري في كل قلب جذوة، وملأ كل رأس فكراً، وكل نفس حرية وعظمة، حتى مات وكل يتشبه به، ويطمح إلى أن يكون من المهتدين بهديه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>