ولم يقف عند هذا الحد، بل أشار بوضع هذا الصوت في شريط (أنشودة الفؤاد).
- ثم ماذا يا ظمياء؟
- ثم تنكر أهل العراق لذلك الشريط وقاوموه غيرة على ليلى فلم يعرض في بغداد غير مرات معدودات
- ثم ماذا يا ظمياء؟
ثم لطف الله بليلى فجاء الدكتور زكي مبارك لمداوتها منتدبا من الحكومة المصرية
- وما الرأي يا ظمياء إذا عوفيت ليلى ومرض الطبيب؟
- الأمر يومئذ لله
ليلى، ليلاي
أنت تعلمين أنني تركت في سبيلك وطني وأهلي. أنت تعلمين أن صحتي اعتلت وأنني أعيش على منقوع الفواكه منذ أسابيع وأسابيع. أنت تعلمين ما أنا صائر إليه أن دام هذا الصدود. أنت تعلمين إني ضحية الواجب والعقيدة والوجدان. فما هذا التجني يا ليلى والإحساس ما خنت العروبة ولا كفرت بالحب؟
أحبك يا ليلى، احبك، فاصنعي بقلبي ومصيري ما شئت وشاء الهوى وشاء الدلال
أحبك يا ليلى في غضبك ورضاك. احبك حباً ما سبقني إليه سابق، ولن يلحقني فيه لاحق. أحبك يا ليلى واحب من أجلك جميع ما في الوجود حتى قيظ بغداد. أحبك يا ليلى ورأي وجهك مسطور الملامح والتقاسيم في كل ما تقع عليه عيناني. أحبك واحب من أجلك نعيم الحياة وبؤس الحياة؛ وما احب الحياة لنفسي يا ليلى فقد شبعت منها ورويت، وإنما احب الحياة ليبقى لك في الدنيا محب صادق يرى الضلال في هواك أشرف من الهدى، ويرى الظلام في هواك أكثر إشراقاً من بياض الصباح.
أحبك يا ليلى وأتمنى إلا تحبيني؛ فما يرضيني أن تعاني في الهوى بعض ما أعاني
أنا اكره لك يا معبودتي أن تذوقي ملوحة الدمع، وان تهيمي بعهد نجوم الليل، وان تقفي موقف الجمود أمام الأزهار والأشجار والأنهار فلا تدركين كيف يبتسم الوجود