فيها وانهزمت من ملاقاتها؛ ثم أنت تؤمل جائزة النصر على هزيمة. . عملت الفضيلة في نفسك ونشأتك، ولكنها عقمت فلم تعمل بك. لك ألف ألف ركعة ومثلها سجدات من النوافل، ولخير منها كلها أن تكون قد خرجت من صلبك أعضاء تركع وتسجد).
أسمعت كيف يعتر الرافعي عن أيمانه فيدعوك إلى الأيمان؟ فاسمع ألان كيف يهيب بالشباب إلى إقامة الوطن المنشود!
(يا شباب العرب، لم يكن العسير يعسر على أسلافكم الأولين كأن في يدهم مفاتيح من العناصر يفتحون بها. أتريدون معرفة السر؟ السر انهم ارتفعوا فوق ضعف المخلوق فصاروا عملاً من أعمال الخالق. غلبوا على الدنيا لما غلبوا في أنفسهم معنى الفقر ومعنى الخوف والمعنى الأرضي. وعلمهم الدين كيف يعيشون باللذات السماوية التي وضعت في كل قلب عظمته وكبرياءه القوة القوة يا شباب العرب! القوة التي تقتل أول ما تقتل فكرة الترف والتخنث. اجعلوا رسالتكم أما أن يحيا الشرق عزيزاً وإما أن تموتوا).
أسمعت كيف يلهب الرافعي النفوس شوقاً إلى العظمة التي تكشف لك في آن واحد عظمة الحياة الدنيا ومجد الحياة الخالدة؟ فاسمع ألان كيف يصور لك الرافعي سعداً بأسطر وهو من يكاد ينوء التاريخ بإحصاء صفاته.
(أن سعداً العظيم كان رجلاً ما نظر إليه وطني إلا بعين فيها دلائل أحلامها، كأنما هو شخص فكرة لا شخص إنسان. فإذا أنت رايته كان في فكرك قبل أن يكون في نظرك، فأنت تشهده بنظرين أحدهما الذي تبصر به والآخر ذاك الذي تؤمن به. رجل الشعب الذي يحس كل مصري انه يملك فيه ملكا من المجد. وقد بلغ في بعض مواقفه مبلغ الشريعة فاستطاع أن يقول للناس: ضعوا هذا المعنى في الحياة وانزعوا هذا المعنى من الحياة).
أسمعت الرافعي في مجال العقيدة الروحية والوطنية؟ فاسمعه ألان كيف يسير غور معضلة الانتحار بقوله:
(وليس يخيب الإنسان إلا خيبة عقل أو إرادة؛ وألا فالفقر والحاجة والمرض والاختلال والذل والبؤس والعجز عن الشهوة وفساد التخيل، كل ذلك موجود في الناس يحمله أهله راضين به صابرين عليه، وهو الغبار النفسي لهذه الأرض على نفوس أهلها ويا عجبا. . . إن العميان هم بالطبيعة اكثر الناس ضحكاً وابتساماً وعبثاً وسخرية، أفتريدون أن