هذه عبارة من بحث طويل في الانتحار قد لا تجد ما يضاهيه من أبحاث الغرب تحليلا وتصويراً واستنتاجاً
هذا هو الرافعي الفيلسوف، فاسمع ألان إلى قلب الرافعي يتدفق حناناً ورقة وهو يصف طفلاً ماتت أمه:
(وطغت عليه الدموع، فتناول منديله ومسحها بيده الصغيرة، ولكن روح اليتيمة تأبى إلا أن ترسم بهذه الدموع على وجهه معاني يتمها. ونهض الصغير ولم ينطق بذات شفة، نهض يحمل رجلوته التي بدأت منذ الساعة).
(انتهت، أيها الطفل المسكين، أيامك من آلام، هذه الأيام السعيدة التي كنت تعرف لغد فيها قبل أن يأتي معرفتك أمس الذي مضى إذ يأتي الغد ومعك أمك. وبدأت، أيها الطفل المسكين أيامك من الزمن وسيأتي كل غد محجباً مرهوباً إذ يأتي لك وحدك، ويأتي وأنت وحدك).
وهذه عبارة من مقال (عروس تزف إلى قبرها)
(ودخلت أعودها فرأت كأنني آت من الدنيا، وتنسمت مني هواء الحياة كأنني حديقة لا شخص. ومن غير المريض المشفى على الموت يعيش بقلوب الناس لا بقلبه).
إلى أن قال:
(وباقتراب الحبيب المحتضر من المجهول يصبح من يحبه في مجهول آخر فتختلط عليه الحياة بالموت، ويعود في مثل حيرة المجنون حين يمسك بيده الظل المتحرك ليمنعه أن يذهب، وتعروه في ساعة واحدة كآبة عمر كامل تهيئ له جلال الحس الذي يشهد به جلال الموت. . .)
وهذا أيضا مقطع من (لحوم البحر)
(الفتاة ترى في الرجال العريانيين أشباح أحلامها، وهذا معنى السقوط، والمرأة تسارقهم النظر تنويعا لرجلها الواحد، وهذا معنى المواخير. . .
(أين تكون النية الصالحة لفتاة أو امرأة بين رجال عريانيين؟ يا لحوم البحر، سلخك من ثيابك جزار. . .