متساويتان القطرين تقابل محيطاهما في مركز القمر. وكتب على محيط اليسرى منهما منطقة ممثل القمر، وعلى اتجاه مركز القمر وفي استقامة اتجاه مركز الشمس رسم الأرض مبيناً مركزها، وعلى محيط الأرض اختار موضع الناظر، كما اظهر مخروط القمر ومخروط الظل.
ويرى الناظر المتأمل أن هذه الصورة لا تختلف شيئاً عن التصوير العلمي لمقر النيرين في وقت الكسوف، فضلا عن الدقة التي اتبعها المؤلف في رسم الدوائر الست بالرغم من أن عصر المؤلف يرجع إلى القرن الخامس عشر الميلادي.
أما الكتاب الثاني فهو في الكيمياء القديمة ويرجع تاريخ تأليفه إلى القرن الخامس عشر على الأرجح، وهو يتناول ضمناً تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب. ونص الصفحة التي ننقلها هو (صفة ما نقل من صحف ووسيموس وأوتاسيا: خذ من حجر - كا - ما شئت وهو الكبريت الأحمر الذي لا يخلو منه مكان والقي من الكبريت الأبيض مثله واسحقه فأنه يذهب بصلابته والقي مثلهم زيبقاً بحذروا عملهم في النار ساعة ثم أعيد عليهم السحق والسقي إلى أن يعجبك لونه، فألقي منه على حجر (؟) سير ذهباً ابريزاً والحمد لله تعالى. . .) وتحت هذا المتن متن آخر انفصل عنه بصورة المثل ستة رجال بوجوه كاملة الاستدارة (ش٢)، والى يمين هذه الرؤوس صورة لهلال والى يسارها صورة البدر، والى يمين ويسار المتن وقف رجلان امسك كل منهما بسلسلة التفت حول عنق الستة الرجال الذين وضع كل منهم يسراه على صدره. وفي نهاية الصورة رموز شملت بعض حروف إغريقية وهيروغليفية وعربية، فكانت إلى الطلاسم اقرب منها إلى الكلام المفهوم. ويرى المتأمل فيها بعض صور أشبه شيء برسم اللقب والسيف والصليب.
والصورة (ش٣) منقولة عن كتاب صور الكواكب لعبد الرحمن بن عمر الطوسي ويرجع تاريخه إلى منتصف القرن السابع عشر الميلادي. وهي تمثل النسرين الواقع والطائر. وقد جاء فوق صورة النسر الأيمن ما أوله: المجرة عند القدر الخامس بينهما مقدار شبر من راس العين. . . الخ وحلّى كل نسر منهما بعدد الكواكب المشرقة في بدنه وجناحيه وذيله ومخالبه.
ويرى القارئ مما تقدم أن التصوير كان مستعملا عند العرب لتفسير ما غمض في