للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأنا أضيف مثلاً جديداً على الأمثلة العديدة التي ترجح ما أقول

قرأت فيما قرأت من هذا الكتاب فصل التعليم الجامعي فإذا بالإصلاح المنشود ينحصر:

(أولاً) في أن يجد جميع من أتم سلسلة من حلقة هذه الدراسة المكان الذي يطلبونه في السلسلة التالية، بمعنى أنه يجب أن توجد محال كافية في المدارس الثانوية لمن ينتهي بنجاح من الدارسة الابتدائية، وأن يجد من ينتهون بنجاح من الدارسة الثانوية الأمكنة اللازمة لهم في المدارس العالية مندمجة في الجامعة أو منفصلة عنها الخ الخ.

و (ثانياً) في إيجاد التناسق المرغوب فيه بين أجزاء التعليم فلا تنشئ مدرسة ابتدائية أو ثانوية من الآن إلا بعد أن تنشئ عدداً من المدارس العالية الخ.

و (ثالثاً) يجب أن يراعى في هذا التعليم بجميع أجزائه ألا يزيد عدد الفرقة عن الحد المعقول الذي يسمح للمدارس بمراقبة سير تلاميذه، والذي يمكنه من متابعة الإشراف عليهم وتعهدهم وإدراكه مواطن الضعف والقوة في كل منهم.

و (رابعاً) ألا يزعج التلاميذ والمدرسون بنقلهم من بلاد إلى أخرى لتمضية الامتحان في حرارة الصيف المحرقة حيث يحشرون في أماكن تقام للضرورة تحت الخيام الخ.

وقس على ما تقدم سائر الإصلاحات المنشودة في نظام التعليم الجامعي وما يترقى إليه من تعليم المدارس الابتدائية والمدارس الثانوية.

أي إنه إصلاح (ضابط) أو رئيس ضباط في مدرسة واحدة أو مجموع مدارس مختلفة، وليس بإصلاح سياسي يضع البرامج وينشئ العقول والنفوس.

انتقل من مشكلة التعليم الجامعي والتعليم كافة في نظر سياسي مصري إلى هذه المشكلة بعينها في أنظار الساسة الأوربيين، واجتهد أن تقيس المسافة الشاسعة التي تفرق بين النظرتين.

مشكلة التعليم في الغرب هي: هل يتعلم الشاب على أساس الحرية الفردية، أو على أساس غلبة الدولة وانغماس الفرد في الأمة أو في الهيئة الحاكمة؟ فإذا تعلم على أساس الحرية الفردية فالنتيجة تشمل كل نظام في الأمة من حقوق دستورية، وحقوق اجتماعية وطموح إلى النقد، وقدرة على المخالفة، وإيمان بالتقدم والفكر الإنساني والمناقشة العقلية.

وإذا تعلم على أساس غلبة الدولة، فالفضيلة الكبرى هي الطاعة والإذعان والإيمان بعصمة

<<  <  ج:
ص:  >  >>